عبود بن علي ال زاحم
رصد تقرير حديث صادر عن معهد الإدارة العامة بسلطنة عمان، الملامح المستقبلية لبيئة العمل بعد أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، لا سيما في ظل التوقعات بإلغاء 6.7 في المائة من إجمالي ساعات العمل في العالم خلال النصف الثاني من العام الجاري، وهو ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل.
علماً بأن القطاعات الأكثر عرضةً للخطر هي خدمات الإقامة والطعام والسفر والصناعات التحويلية وتجارة التجزئة وأنشطة الأعمال والأنشطة الإدارية.
ويرجح التقرير أن تتجه المنظمات بسرعة إلى استخدام منصات العمل المشترك مثل منصة «Trello» أو «Slack» وغيرهما من المنصات التي تضمن تواصلاً فعالاً وسريعاً، مع تقبُّل القادة فكرة أنهم لا يملكون الأفكار الناجحة دائماًـ، لذا سيتوجه تركيزهم نحو خلق بيئة عمل تسمح للأفكار بالظهور باستمرار.
وستؤدي التقنيات الرقمية إلى طمس حدود الشركات، كما سيكون المستقبل للذكاء الاصطناعي وإحلال الروبوتات مكان البشر, مما يستدعي إنشاء وزارات أو هيئات للذكاء الاصطناعي مع تخصيص ميزانيات ضخمة لها، إلى جانب النظر في مدى ملاءمة القوانين الحالية وأنظمة السلطة الإدارية لتطورات الذكاء الاصطناعي.
وعلى صعيد الأصول المؤسسية، ستوجب سياسات ترشيد الإنفاق التي تنتهجها الحكومات التخلي عن المباني التي تقوم بتأجيرها الجهات الحكومية, وتوجيه تلك الجهات إلى بناء شراكة مع القطاع الخاص لاستثمار أصولها، ويسهم هذا التحول نحو توجيه الاستثمار إلى التطوير المؤسسي.
من جهة أخرى، من المتوقع أن تحظى الموضوعات المرتبطة بإدارة المخاطر الإنسانية، ومنها نظافة بيئة العمل, والصحة العامة والتباعد الاجتماعي والصحي بمقرات العمل باهتمام كبير, فضلاً عن تعزيز التشريعات المرتبطة بتلك الأبعاد.
وعلى صعيد الهيكل التنظيمي، من المرجح تقليص وظائف الإدارة الوسطى، ونقل مهامها إلى الوظائف القيادية والتنفيذية، كما أن التكليفات في العمل ستكون واضحةً ومحددةً وبسيطة وعمليات المتابعة والرقابة أفضل.
ومن المتوقع كذلك أن تقوى العلاقات الشخصية بين العاملين لبُعدهم فترات عن بعض ولعملهم من المنزل أو لقلة لقائهم الشخصي، وستكون المرونة والسرعة هي كلمة السر في بيئات العمل, بحيث سيتم الاستفادة من الأجيال المتنوعة والاستعداد للتعامل مع المزيد من الموظفين المستقلين, وجعل مكان العمل أكثر نشاطاً.