عبدالكريم الحمد
حينما يتوقف الركض في الملاعب وتخلو المدرجات من روادها ويخيم الظلام الكروي خلال توقف النشاط الرياضي مع نهاية كل موسم أو خلال الظروف الاستثنائية كما هو حاصل الآن، يبدأ موسم فئة (محرومة) لم تجد لنفسها رواجاً وصيتاً في المنافسات؛ لتتحول إلى أبواق تضليل وتحريض ومناكفات ضد كيانات وشخصيات خالفت ميولهم لتعويض النقص في نفوس تجرعت الحسرة وخيبة الأمل جرّاء عجز ناديها اللحاق بمنجزات جار ابتعد عنه سنوات ضوئية.
تلك الفئة باتت محل تندر وسخرية في الشارع الرياضي نظراً لكمية التناقض المصحوب بضجيج أهوج؛ خصوصاً حينما «ينقلب السحر على الساحر» وتلتصق بهم عبارات وصفات أطلقوها على كل من يخالف ميولهم أو توجهاتهم، معتمدين في ذلك على نظريات واستنتاجات كشفت لنا عقولاً سطحية سلّمت أدمغتها لمشرفي قروبات (واتس آب) غرضهم تحديد الأهداف وابتكار الأوصاف وتوحيد العبارات الرنانة.
ما ذكرته أعلاه ليس تقولاً أو اتهاماً من تلقاء نفسي، بل ما أثبتته الوقائع والتصريحات من شخصيات منهم وفيهم، فبعد أن تعرّض لاعبهم السابق (خالد الغامدي) لحرب إعلامية نصراوية أسهمت في إبعاده من النصر، صدح عبر تصريحات تلفزيونية قائلاً: «تعرضت لهجوم من إعلاميين ولا اعتبرهم إعلاميين ولكن هم يبحثون عن الشهرة، وهناك شخص واحد ولديه قروب في الواتساب ويحرك هؤلاء الإعلاميين تجاهي»، ونحن بدورنا نقول: من هم أعلام القروبات الحقيقيون؟
فإن كان ذلك الهجوم الشرس عبر قروباتهم تأذى منه لاعبهم السابق، فماذا عسانا أن نقول عن أذيتهم للمنافسين عبر تنمر وتزييف وتضليل وتحريض في مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء؛ وكأنما دورهم الإعلامي يقتصر على نشر الفوضى وليس إثراء الشارع الرياضي بالمعلومة والرأي والنقد الهادف، بل للأسف تمادت تصرفاتهم عبر تسطيح عقل المتلقي من خلال اختلاق أخبار لا تمت للحقيقة بصلة لغرض في نفوسهم كالضغط على جهة ما، أو مداراة لفضيحة ألمّت بناديهم.
قبل الختام
«قضى اللهُ أنَّ البُغْضَ يصرعُ أهلَه وإنَّ على البَاغِي تَدورُ الدَّوَائِرُ»