فهد المطيويع
تصوَّر مع أن الهلال حقق الآسيوية بمستوى ولا أروع في مباراة سحق فيها زعيمنا الهلالي أوراوا الياباني، وعاد بالآسيوية بعد طول غياب، في ذلك اليوم عم الفرح والسرور كل أرجاء الوطن الذي استقبل الأبطال بما يليق بحجم الإنجاز وأبطاله، كل هذا لم يعجب الإعلام الأصفر الذي يحاول أن يوهمنا بأن مشاركة الترشيح (وخرقة) نادي كورنثيانز البرازيلي أهم بكثير من كل بطولات الهلال، وأن تحقيق جائزة اللعب النظيف أولوية تاريخية لا تليق إلا بالنصر، وأن من أبدع وصال وجال في القارة الآسيوية ما هو إلا نصرهم الذي دائمًا ما يشرفنا في مثل هذه المناسبات رغم النتائج البائسة!!
تخاريف يحاول أن يفرضها علينا أغلب الإعلام النصراوي! وبقوة الضجيج يريد أن يقنعنا أعضاؤه المفلسون بأن النصر أفضل من الهلال رغم الفارق في الإنجازات والجماهيرية، وفي كل شيء. ومع ذلك ما زالوا يصرون على أن (1 + 1) يساوي «نصر» رغم أنه الخامس في قائمة الإنجازات، وشتان ما بين الثرى والثريا. بالفعل صدمة 24 نوفمبر غيّرت كل شيء؛ فقد غاب المنطق، وغاب معه الصدق؛ فأصبح الشمال جنوبًا، والشرق غربًا في كل ما يطرحه هذا الإعلام، وصار للكذب ألوان ونكهات؛ فهناك المحزن والمضحك (وكذب يثير الشفقة). توقعنا أن الفوز الهلالي أحزن اليابانيين فقط، ولكن شاهدنا (هنا) من هم أكثر حزنًا، وكأنه نهاية العالم. نعم، هم كُثر، ويتمددون، ومع ذلك لا أحد منهم يتحدث عن كيف يصبح (النصر هلالاً)؛ لأن أولوياتهم وكل ما يهمهم كيف يسقطون هذا الهلال، وهذا يثبت بالتدليل أن النصر (لا يهم أحدًا) حتى لو ادعوا غير ذلك.
على أية حال، الجميع يعرف أن ما يُطرح ويمرر ما هو إلا تسالي صيف، تمرّ ولا تضر، ولا تغير الواقع، وأنه إذا جد الجد ما لها إلا هلالها باعترافهم جميعهم من عميدهم إلى أصغر إعلامي فيهم، بالصوت والصورة، فكلهم رفعوا القبعة للهلال ولإنجازاته. عمومًا، كله من جوليانو «ما لعبها أرضي».