أقدم قبل أيام نجم بوليود الفنان الهندي (سوشانت راجبوت) على الانتحار؛ إذ عثر عليه في شقته مشنوقًا. ووفق موقع «إن مانوراما» الهندي، فإن الممثل (سوشانت) كان يكافح الاكتئاب خلال الأشهر السابقة لوفاته، وسبق أن خضع للعلاج في مستشفى خاص. هذا الخبر جعلني أتساءل: ما الشيء الذي يجعل شخصًا ينهي حياته بيديه، وقتل نفسه عمدًا مع سبق الإصرار؟ لماذا اختار الموت؟ وما الذي دفعه للانتحار؟ تتعدد أسباب ذلك. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك ما يقارب 800000 شخص يقدم على الانتحار كل عام. الشخص الذي يقدم على ذلك يعتقد بوجهة نظره أنه بفعلته هذه يخرج من أزمة يمر بها مستحيلة الحل كما يعتقد. أهم أسباب الانتحار هو الاكتئاب والاضطراب النفسي، ولكن أيضًا توجد أسباب كثيرة أخرى، أذكر بعضها:
يعد إدمان المخدرات أحد أهم أسباب الانتحار بين المدمنين. تختلف أسباب الانتحار في هذا الوسط؛ فالكثير منهم يقدمون على الانتحار بشكل غير مباشر بأساليب عدة، منها أسلوب حياتهم الذي يتسم بالخطر في التعامل مع المروجين والمهربين, وأيضًا التعامل مع مواد ملوثة بالجراثيم القاتلة كفيروس الإيدز، وحوادث السيارات نتيجة عدم اتزانهم بعد تناول تلك الجرعات المميتة والجرعات الزائدة من المواد المخدرة نفسها.
وعلى سبيل المثال: كلنا سمعنا قبل فترة عن الشاب المصري المدمن لمخدر الإستروكس الذي أقدم على الانتحار في مدينة السلام بالقاهرة بشنق نفسه على الهواء مباشرة من خلال بث حي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وهناك أيضًا أسباب اجتماعيه للإقدام على الانتحار، منها التعرض للتنمر. فلقد أظهرت الكثير من الأبحاث أن الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر هم أكثر عرضة للانتحار.
وبعض الأشخاص الذين لديهم ميول جنسية مختلفة، أو مثليو الجنس أكثر ميولاً للانتحار؛ إذ لديهم دوافع كثيرة، منها عدم تقبل المجتمع لهم، ورفضهم، ونبذهم؛ وهو ما يجعل لديهم الاستعداد للإقدام على ذلك.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر انتحار الناشطة المصرية سارة حجازي المدافعة عن حقوق المثليين التي عُثر عليها منتحرة في شقتها بكندا التي انتقلت إليها منذ سنة ونصف السنة، بعد أن تركت رسالة إلى أهلها وأصدقائها قائلة: «إلى إخوتي، حاولت النجاة وفشلت. سامحوني. إلى أصدقائي، التجربة قاسية، وأنا أضعف من أن أقاومها. سامحوني. إلى العالم، كنت قاسيًا إلى حد عظيم ولكني أسامح».
تضج وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بأخبار مأساوية، تتناول حالات انتحار كثيرة؛ فكل يوم نسمع عن قصة جديدة.
وكما ذكرت سابقًا، تتعدد الأسباب التي لا حصر لها، كالفقر والهروب من الواقع والعار والفشل والمشاكل الصحية. الانتحار ليس الوسيلة لحل مشاكلك. إن شعرت بالاكتئاب لا تتجاهل الأمر، ولا تجعله يتغلب عليك ليصبح أقوى، ويجعلك تفقد السيطرة على الأفكار السيئة التي تؤدي بدورها إلى الانتحار. الاكتئاب كالسرطان، يأكل من روحك دون أن تشعر. اهزمه، وتغلب أنت عليه.