فهد بن جليد
حديث وزير التعليم مؤخراً عن وجود توجه للتعليم عن بعد في أنظمة مُختلفة في وزارة التعليم- يبعثُ على التفاؤل- خصوصاً عندما ذكر أنَّ هناك أنماطاً جديدة للتعليم عن بعد بحسب الاحتياج والمرحلة والمادة، بما في ذلك الابتعاث عن بعد، فمجرَّد وجود مثل هذه الأفكار والأنماط التعليمية الجديدة في ذهنية وعقلية وخطط المسؤول بعد (جائحة كورونا) أمر مُبشِّر للغاية، ما يعني أنَّنا قد نشهد قريباً (بدائل) تعليمية حديثة يتم الإعداد لها بشكل جيد، لناحية نوع المادة وطبيعة المنهج، والإعداد المُبكر لكل الأدوات بما في ذلك البنية التحتية اللازمة، خصوصاً أنَّ وزارة التعليم أظهرت احترافية فائقة، وقدرة سريعة، على التحول الكلي للتعليم عن بعد -وقت الحاجة- ما يعني أنَّ التحول الجزئي في بعض المقررات والمناهج سيكون أسهل بكثير.
في مارس الماضي كتبتُ هنا أنَّ (التعليم عن بعد) لم يكن اختيارياً للمنظومة التعليمية في المملكة، بل كان خياراً وحيداً لاستمرار التعليم لكل المناهج الدراسية، ولكل الطلاب في جميع المراحل، بسبب (جائحة كورونا) التي عطَّلت العالم، ومع ذلك حققت التجربة السعودية نجاحاً ملحوظاً، وأدت الغرض المطلوب، وضمنت تدفق الحد الأدنى من التعليم وتفاعل الطلاب والمدرسين والأسر، واقترحتُ حينها استمرار تعليم بعض المناهج المُختارة بذات الأسلوب حتى يتم تخفيف ضغط جدول اليوم الدراسي على الطالب والمعلم واستثمار وقت وجود الطالب في المدرسة في أفكار ومواضيع ومناهج تفاعليه جديدة، تناسب الخطط الوطنية للتأهيل لسوق العمل، وإكساب الطلاب فنوناً ومهارات جديدة تتركّز في تعزيز الهوية وبناء الشخصية.
من رحم المحنة خرجت المنحة لذا علينا أن نكون متفائلين ومُطمئنين لكل خطوة تؤدي للتعليم عن بعد، فهي الصورة الأقرب للمستقبل، وسيتمكّن جيل (الهواتف الذكية) من التعاطي مع هذه النماذج الرقمية بتفهم وقبول وتفاعل أكثر، وبشكل أفضل بكثير من تجربة (كورونا)، ما أتمناه ألاَّ تغفل مثل هذه الخطوات والأفكار التطويرية (المراحل المُبكرة) لتأسيس الحياة التعليمية.
وعلى دروب الخير نلتقي.