سهوب بغدادي
تؤثر القصة على تنمية المبادئ الشخصية وأثرها على الآخرين، كالتعبير عن الامتنان، وإظهار التعاطف، وحس المشاركة والتعاون، واحترام الاختلاف بين الأفراد، ومعاملة الآخرين باحترام، ومحاولة كسب صفات حميدة كالصدق والكرم والولاء، وما إلى ذلك. في حين تعتبر القصة خيارًا جيدًا جدًّا في نطاق تغيير النظرة الحالية أو البدء في تكوين نظرة مجملة عن أمر ما. ولنا في قصص كليلة ودمنة خير مثال على الرغم من سريالية الشخصيات وأبطال القصص إلا أنها تحمل في طياتها عبرة وحكمة سامية.
من هذا النسق أُكبر اعتماد وزارة الصحة السعودية نشر قصص الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد بهدف توعية المجتمع بأخطار عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الموصى بها. كما لفتني تفاعل البعض على منصة تويتر من عدم إعجابهم بهذا الأمر مطالبين بالمزيد، من ناحية ذكر الأسماء والمدن، وتفاصيل أعمق، في الوقت الذي نتفهم فيه تلك المطالب نظرًا لرغبة المجتمع في معرفة المجهول، والشعور بالطمأنينة عن طريق تطبيق عامل القياس على النفس من القصص، سواء كان ذلك بالقياس على الفئة العمرية أو الوضع الاجتماعي، وغيرها من المعطيات. ولا تعدو المطالبات أن تكون رغبة دفينة أو دعوة خجولة للعودة إلى الحياة الطبيعية بشكل سليم وصحي؛ كون تأثير الجائحة الصحية العالمية يتجاوز الأبعاد الصحية، الجسدية منها، إلى أبعاد أخرى سيكولوجية! فمَن منا لم ينتَبْه الشعور بالقلق ولو ليوم واحد؟ في هذا الصدد أدعو وزارة الصحة للاستمرار في نشر قصص الحالات المصابة في أعلى تقرير الحالات اليومي، إضافة إلى اعتماد قصص الشفاء وقصص عودة البعض إلى حياتهم المعتادة. كما يفضل استخدام مقاطع الفيديو التوعوية لبث روح الأمل والتفاؤل بأن تعمل وزارة الصحة والجهات المعنية على إعادة التوازن إلى معادلة المجتمع بجميع أطيافه؛ فيتم توجيه المحتوى وفقًا للفئة المستهدفة.
بشكل عام، لطالما أعجبت بنهج وزارة الصحة في إدارتها الإعلامية، وقد أثبتت تميُّزها خلال أزمة تفشي الفيروس التاجي على جميع الأصعدة. فشكرًا لأبطال الصحة جميعًا.