فهد بن جليد
سباق الأحذية الخشبية (لعبة صينية) تقليدية سنوية, توارثتها الأجيال من قصة أسطورية لتدريب الجنود، والتنسيق بين حركتهم الواحدة لصد الغزاة, والدفاع عن الوطن, وتحولت خلال سنوات قليلة إلى رياضة سنوية جماعية, يتكون فيها كل فريق من ثلاثة أشخاص، يُدخلون أقدامهم في ألواح خشبية متلاصقة, ويتحركون سوية بشكل متناسق. اللعبة اعتُرف بها منذ عام 2005، وأُدخلت الأولمبياد الصيني كحدث سنوي رياضي. ليست الصين وحدها من تبحث عن ألعابها الشعبية، وتحولها إلى رياضات؛ ثقافات عديدة فعلت ذلك في الأمريكيتين وأوروبا وآسيا, بل إن هناك بطولات سنوية للألعاب الشعبية في الكثير من الدول, وهو ما نحتاج إليه اليوم لحفظ الألعاب الشعبية السعودية.
ثقافتنا السعودية غنية ومليئة بالتنوع، وهي تمد دول الخليج والعالم العربي بالكثير من الألعاب الشعبية البسيطة التي تبثّ روح الحماسة والتسلية والمنافسة، وتمنح مؤديها فرصة للمرح والحركة والتنمية العقلية والجسمانية معًا, ولكنها - للأسف - مهددة بالاندثار, بل إن بعض الدول تأخذ شيئًا من هذه الألعاب وتنسبه إليها، وتسجله باسمها على الأقل في ذاكرة الأجيال ومواقع التواصل والبحث الإلكترونية. فهل الحفاظ على هذه الألعاب وإعادة أحيائها وحمايتها من النسيان مسؤولية وزارة الثقافة أم مسؤولية وزارة الرياضة؟
أعتقد أننا اليوم بحاجة إلى بطولة سعودية سنوية للألعاب الشعبية, تضم مختلف الألعاب الشعبية في مناطق المملكة. سنجد أنفسنا أمام مئات الألعاب المنوعة والممتعة التي تعكس ثقافة الأجداد العريقة في كل منطقة, وتحمل في طياتها معاني المنافسة والإثارة والحماس. حفظ هذه الألعاب وتذكُّرها وممارستها هو جزء من حفظ هويتنا وتاريخنا. مَن يدري؟ فلربما تطورت بعض هذه الألعاب، وحظيت بقبول وانتشار واسع, وربما تم تطوير نسخ جديدة منها كبديل آمن لبعض الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف. فمعظم الألعاب الشعبية السعودية تتميز بالسهولة والتسلية والإثارة والتنافس وتنمية مهارات الذكاء, ويمكن تصديرها للخارج في (يوم ما) كثقافة ولعبة سعودية، لها مكانتها وقيمتها في تنمية العقل والروح والجسد معًا.
وعلى دروب الخير نلتقي.