إيمان الدبيَّان
هو الخامس ركناً، والأصعب جهداً، قال عنه الله تعالى في كتابه الكريم: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) إنه الحج الذي رغم وجوبه على كل مسلم إلا أنه قُيِّد بالاستطاعة التي فسرت بالزاد والراحلة، وفسرها آخرون بالصحة.
فريضة الحج التي قَصَرَت حكومة المملكة العربية السعودية الحج فيها هذا العام على حجاج الداخل من مواطنين، ومقيمين بأعداد محدودة جدًا، هو قرار حكيم ضمن سلسلة قرارات اتخذتها الدولة منذ بداية جائحة كورونا حفاظاً على الأرواح البشرية، وسلامة الصحة الإنسانية.
إنه وحسب تخصصي في دراساتي العليا لإدارة أعمال الحج والعمرة فإن أداء أكثر من مليوني حاج لهذه الفريضة في زمن محدد، ومكان مقيد، ليس بالأمر السهل لولا أن هيأ الله للمسلمين دولة سعودية عظمى تسخر كل إمكاناتها المادية، والبشرية لخدمة هذه الحشود، وإدارتها طبياً، وأمنياً بكل كفاءة، وجودة، وبشهادة منظمات عالمية تَرْقُبُ،وتشاهد ما يُنفذ، ويُعمل بمهارة، ودِقة جعلت من المملكة العربية السعودية أنموذجاً يحتذى به في إدارة الأزمات، و الحشود على مدار سنوات طويلة مضت تعاملت فيها الدولة باحترافية، وبراعة عملية مع عديد من الأوبئة العالمية:كفيروس كورونا سارس عام 2003، وكورونا ميرس عام 2012، وإنفلونزا الخنازير عام 2010.
إنَّ أداء فريضة الحج على مدى خمسة أيام متواصلة تتخللها عديد من المناسك المعروفة بحتمية الاختلاط، وصعوبة التباعد، وإن كانت الخدمات في أعلى مستوياتها، والمرافق في أرقى جاهزيتها فهذه الجائحة تحتم دائماً عدم التقارب،والحذر من كل مصدر للعدوى والأخذ بالاحترازات والأسباب.
مهما كانت أعداد الحجاج محدودة في ظل هذه الجائحة، إلا أن جميع الجهات المسؤولة تستعد لها بالتخطيط، والتجهيز على كافة المستويات، والخدمات من نقل، وإقامة، وإعاشة، وكل متطلبات رحلة الحاج من البداية إلى المغادرة وأقترح وأرى بعض المقترحات التي منها:
- تقسيم الحجاج حسب مدن المملكة التي قدموا منها بحيث تخصص المخيمات حسب أماكن القدوم.
- يتوافد الحجاج إلى المشاعر المقدسة مباشرة، وعدم السكن في مكة منذ اليومين السادس، والسابع حتى يوم الثاني عشر.
- تفويج الحجاج إلى المسجد الحرام بمواعيد محددة، وبأعداد مقيدة بحيث يكون الدخول والخروج إلى الحرم منظماً كماً، وكيفاً.
- يغادر الحجاج بعد انتهاء المناسك مباشرة من المشاعر إلى مقر الحجر في مدنهم.
- تقديم الهدي والأضاحي يكون إلكترونياً فقط.
- تخصيص أوقات لرمي الجمرات حسب مخيمات الحجاج.
- السكن في المخيمات يكون بأعداد بسيطة جداً وتوزع الوجبات على الأفراد دون اجتماع في مكان واحد.
- يشتمل كل مخيم على كل متطلبات الحاج من مكان حلاقة وعيادة وأي احتياجات أخرى بحيث لا يخرج الحاج من مخيمه إلا لرمي الجمرات أو الحرم في الأوقات المحددة والمسموح له بها.
- التنسيق بين إمارات المناطق ووزارة الحج في تسجيل الحجاج ومتابعتهم.
مهما كانت المقترحات فهي لا تقارن بما تقدمه وتبذله وتعمل به جهات الحج العليا سعيًا لراحة الحجاج وتيسيرًا لهم في كل عام بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وفق الله دولتنا وسدد جهود ولاة أمرنا لما فيه مصلحة المسلمين.