إبراهيم الدهيش
إذا ما استبعدنا عامل الإصابة وقوة الدوري السعودي - على اعتبار أن ضعف الدوري وتواضع المنافسين عاملان مساعدان لاستمرارية اللاعب ولذلك نجد أن كثيراً من اللاعبين الدوليين غالباً ما ينهون مسيرتهم الكروية في الانتقال لدوريات أقل مستوى وشراسة - فيمكن لنا أن نسأل ونتساءل: لماذا اعتزل كثير من نجومنا المحليين في وقت كانوا فيه قادرين على العطاء والأمثلة في هذا الصدد كثيرة؟ في حين تشير أغلبية الدراسات إلى أن العمر المثالي والمناسب لتوقف لاعب كرة القدم عن مزاولة اللعبة في سن الـ(35) عامًا بينما نجد أن أغلبية هؤلاء اعتزلوا وهم لم يبلغوا الـ(30) عاماً!
- ولأننا نعرف يقيناً حجم انتشار وشعبية اللعبة في أوساط مجتمعنا خاصة فئة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع السعودي ونعي تماماً توفر المنشآت النموذجية والأدوات الحديثة ووجود الخبرات التدريبية عالية الكفاءة استوجب أن نطرح السؤال: لماذا تختفي كثير من مواهبنا بنفس السرعة التي تظهر فيها؟
- وبقناعة شخصية استطيع أن أقول: إن السبب في اعتزال بعض ولا أقول كل هؤلاء يعود لعاملين أحدهما يتعلق بشخصية اللاعب نفسه وأسلوب ممارسته من حيث التزامه وانضباطه ومواظبته فنياً وسلوكياً وبالتالي إخلاصه للعبة كونها مصدر رزقه كنتاج طبيعي للعقلية الاحترافية الواعية التي تعي ما لها من حقوق وما عليها من واجبات والآخر خارجي يتعلق بالمدرج والإعلام الرياضي وتأثيرهما المباشر خاصة على من لديه حساسية (ضعف) تجاه تلك الأصوات!
- وقلة الوعي وعدم تقدير قيمة الموهبة ناهيك عن البيئة المحيطة كثيرة الثقوب وفشل أنديتنا في احتضان واحتواء المواهب جعلتنا نخسر الكثير منهم حتى قبل أن يبدأوا ويبقى الأمل ويتجدد مع موافقة وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل على تأسيس رابطة الأكاديميات التي تعنى بصقل وتأهيل واكتشاف المواهب بطرق علمية وأساليب احترافية حديثة منظمة بعدما فشلت الأندية في المهمة!
تلميحات
- متى يعي إعلامنا (المرئي) أنه جزء من منظومة الإعلام الوطني بأهدافه التنموية والتنويرية والتطويرية وبأنه يخاطب شريحة تمثل أغلبية المجتمع ولهذا تقع عليه مسؤولية نشر ثقافة (العقل والمنطق) ونبذ التعصب الذي بات ينخر أعمدة خيمتنا الرياضية ويضرب بأطنابه كل مفاصل كرتنا من خلال برامجه التي أصبحت محاضن للمتعصبين وساحة للمهرجين بأطروحاتها التي أخرجت رياضتنا عن أهدافها السامية!
- لم يضع نقص الإمكانات المادية شماعة للهروب ولا قلة الدعم المبرر ولهذا خطا (كميت) بمحافظة مرات خطوته الأولى في اتجاه تحقيق ما هو أبعد.
- جمال باجندوح مكسب للشباب وأنا على يقين بأن الشباب سيعيد باكتشاف هذه الموهبة التي لم تأخذ فرصتها في الاتحاد.
- وفي تصوري أن الصليهم وعبدالعزيز الدوسري بدآ في كتابة السطر الأول من نهاية مشوارهما الكروي!
- وفي النهاية: بعدما قدمت حكومتنا الرشيدة أيدها الله وما زالت تقدم كل ما من شأنه المحافظة على إنسان هذا الوطن ومقيميه من جائحة كورونا بقي الرهان علينا كمواطنين ومقيمين أن نكمل تلك الجهود وأن نكون عند مستوى الثقة من حيث الالتزام والتقيد بكافة التدابير الوقائية. حمى الله بلادنا من كل مكروه وكفاها شر الحاقدين والمتربصين. أمين يا رب العالمين. وسلامتكم.