الرباط - واس:
عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» أمس الأول لقاءً افتراضياً رفيع المستوى حول الصحة النفسية للمواطنين، وتعزيز قدرتهم على الصمود خلال الأزمات وحالات الضعف.
وخلال اللقاء الذي حضره رئيس جمهورية بوركينافاسو روش مارك كريستيان كابورى كضيف شرف، ومجموعة من الخبراء، أشاد الرئيس البوركيني بعمل منظمة الإيسيسكو وبمبادراتها لمساعدة الدول الأفريقية في جهود مواجهة الجائحة، من خلال توفير المواد الغذائية ومستحضرات النظافة الشخصية ومعدات الحماية ودعم وتمكين الفتيات والنساء في القارة.
وأكد التزام بلاده بتعزيز العلاقات والعمل مع المنظمة، مشيراً إلى أن جائحة كورونا صاحبتها أشكال عديدة من العنف، وأزمات أخرى، مما يفرض التفكير في كيفية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، خصوصاً للفئات الهشة.
من جهته، أكد المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك، أن جائحة كوفيد 19 نجمت عنها آثار نفسية عميقة على البشرية جمعاء، إذ أدت إجراءات الحجر الصحي إلى تقييد الحراك الاجتماعي الذي يعتمد الناس عليه في ضمان عيشهم ومصادر رزقهم، فأثرت تلك الإجراءات سلباً في الصحة النفسية والعقلية للأفراد بسبب ما أفرزته من وقائع وأنماط حياة جديدة، وتضاعف بها عدد الشكايات من العنف الأسرى لثلاثة أضعاف ما كان عليه. وشدد المالك على ضرورة أن تشمل الرعاية الصحية بصورة أكثر خصوصية قضايا الصحة النفسية والعقلية، من خلال الأطر الصحية المقتدرة في مجال معالجة العنف الأسري وتطويق حالات الانتحار، والعمل على اجتثاث المشكلة من جذورها، عبر بناء شبكة أمان قوية لأرباب الأسر ولمن يعانون من هشاشة في أوضاعهم المعيشية. وأشاد المدير العام للإيسيسكو بالجهود التي بذلتها جمهورية بوركينا فاسو، لمواجهة التحديات التي فرضتها الجائحة والسيطرة على تفشي الوباء. وأبرز المتداخلون في هذا اللقاء أن الجائحة أثرت على طريقة حياة العامة مع الآخرين وعلى نمو الأطفال، مما يحتم إجراء قياسات دقيقة للتقييم والعناية بالصحة العامة والصحة النفسية على الأسر التي أدت إلى تنامي حالات العنف، بما يتطلب اهتماماً أكبر. كما شددوا على أهمية العناية بالصحة النفسية للمواطنين، وتعزيز قدرتهم على الصمود خلال الأزمات وحالات الضعف، ومنها جائحة كوفيد 19، التي كانت لها تداعيات كبيرة على المجتمعات في أنحاء العالم.