د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
في فضاءات مؤسسة (مسك) ذلك المحضن المجتمعي المتألق الزاخر بالمهارات الذي ولد في بلادنا يافعًا فشبتْ رؤاه عن أطواق ملأى؛ وامتدت دعمًا مجتمعيًا في مستويات ومجالات عديدة؛ وأقبلتْ إشاراته الدالة على عمق الاهتمام بالتفوق المجتمعي لنشر ممكنات المسير إلى آفاق الحياة؛ فحراك مسك توافرت له عوامل ومقدمات كانت وما زالت سببًا للاحتفاء بالمبادرات المشهودة؛ يتصدرها تحفيز الشباب للممارسة فيها، فعندما رفعت مؤسسة الأمير محمد بن سلمان (مسك الخيرية) أعلامها كانت تنشد الوصول التنموي الأكيد، وإن أردنا البسط في مجازية المسمى لتلك المؤسسة العملاقة في بلادنا، فإن المسك عطر فواح معتق لا يزال له ارتباطه الاحتفائي كما كان قبل الإسلام، وبعده إلى العصر الحديث، ومن يقرأ الشعر في تلك العصور سيكون له الاستمتاع «بفتيت المسك» الذي يغلف وقائع العشاق آنذاك مما يرق له الوجدان وتلذّ له الذائقة، ولعل من بدائع التقابل بينهما ما يصنعه شميم المسك في المكان ليصبح جاذبًا ومنعشًا، وما تصنعه مؤسسة «مسك الخيرية» لنشر المعرفة في قوالب جاذبة وحية، ومن ذلك الفضاء المؤسسي المثير للإعجاب ببرامجه النامية أصبحتْ «مسك» في حيازة المجتمع بكل تفاصيلها المنتمية للوطن؛ وحققت معنى الاندماج الممنهج والممهور بالمعرفة العميقة عندما استدارتْ «مسك» الدافئة على الشباب لدعم محصولهم من المهارات ليكون الشباب جزءًا من لوحة الوطن التنموية المنطلقة نحو الغد المشرق بإذن الله فكانت مبادرات التدريب التعاوني في برنامج مسك وآمالاً العالمية من خلال نخبة من الخبراء لتؤسس لهم قواعد الانطلاق نحو مستقبلهم،كما صنعت مسك مبادرة عملاقة أخرى تستطيل في أهدافها امتدتْ فواكبتْ التحديات التي أحاطتْ بالمجتمع حين أزمة الكورونا العالمية وهو برنامج مسك التطوع فظهر التطوع من خلال البرنامج بملامح جديدة تعكس رؤية بلادنا العملاقة 2030 وتفجر الطاقات الشبابية بكل ما تنشده المجتمعات من حراك لتكوين صفوف من الشباب الباذلين الداعمين اعترافًا بأن التطوع هو المتكأ الرئيس لصناعة الاندماج المجتمعي بوسائل متعددة يحملها المتطوعون على أعناقهم، وكم أذهلتني إدارة المبادرات في بناء برامج المبادرات حيث جعلت من تأهيل الشباب مستقبلاً تُتلى أخباره ويُحمدُ مساره، وهناك أيضًا كانت رمزية الواقع الشغوف بالترجمة عن الآخر لتكوين ويكيبيديا عربية من خلال برنامج مسك للتطوع لترجمة 500 مقال أجنبيإلى العربية لتصبح المعرفة قطر الدائرة حين يُسكب المسك على منصات الشباب ليروا قصص الريادة في أكثر الوقفات الوصفية مباشرة، ولقد أعجبتني لغة القص وإن كانت أقرب للغة الوظيفية؛ إلا أنها تعين على قبض تفاصيل الموقف، وتستميلهم إلى فضاءات أخرى حينما يسمعون ويشاهدون المراكب الرائدة في كل ما يهتم بشؤون المجتمع, ولم تكن مبادرات مسك رصدًا للمبادرات فقط إنما كانت إعدادًا للمنصات القوية التي تحقق رؤية «مسك الخيرية» في عمومها وفي خصوصيتها الحاضرة لتحقيق التطلعات الوطنية العليا شكرًا لـ«مؤسسة مسك»؛ فقد صنعت تناغمًا عريضًا بين منصات الحياة, وتكافؤا بين صناعة المعرفة والتأهيل لقيادة دروبها في انسيابية التطبيق.