د.عبدالعزيز الجار الله
تحاول إيران أن تجعل من صعدة اليمنية؛ وهي أقرب المناطق الجبلية اليمنية العالية على حدودنا الجنوبية، تحاول إيران أن تحولها إلى منطقة نزاع وتماس دائمة واستنزاف لنا لا يتوقف أبداً تشتعل منها المناوشات، صباح يوم الثلاثاء الماضي أطلق من صعدة اليمنية عدد (8) طائرات مسيرة ومفخخة بمتفجرات، وعدد (3) صواريخ باليستية على منطقتي الرياض ونجران تستهدف المدنيين والمنشآت الاقتصادية، تصدت -بحمد الله - لها قوات التحالف وأسقطتها دون أن تصل أهدافها.
وإيران تسعى بكل جهودها أن لا تتوقف حرب اليمن باعتبارها:
- حرب استنزاف للسعودية، وإشغال وإنهاك للمقدّرات العسكرية والمالية.
- تعويض عن اليمن التي خسرتها منذ عام 2015م عندما تدخلت قوات التحالف لإعادة الشرعية اليمنية، وإسقاط ميليشيات الحوثي التي انقلبت على الشرعية.
لذا نجد إيران عملت وتعمل من أجل جعل محور شمال الخليج العربي، ومضيق هرمز، وبحر عمان، وبحر العرب، واليمن، وخليج عدن، ومضيق باب المندب والبحر الأحمر جميعها حزاماً عسكرياً وحربياً لا يتوقف.
لقد خسرت إيران اليمن وهي التي كانت تتباهى أن صنعاء ضمن العواصم الأربع: بغداد ودمشق ولبنان تحت قبضتها والآن قد خسرت صنعاء وأصبح طيران التحالف يسيطر على سماء اليمن، وعلى الأرض يتحكَّم الجيش الحكومي الشرعي، أم الحوثي فداخل الكهوف والمخابئ والملاجئ. مشروع تطويق بلادنا من الجنوب بميليشيات الحوثي قد فشلت وانهار المشروع الذي كانت ترسمه منذ عام 1979م غزو السعودية من اليمن. كذلك خسرت إيران رهانها في تطويق حدودنا الشمالية عبر العراق، فقد فشل لوجود التحالف الدولي في العراق.
وحتى يحكم التحالف العربي سيطرته على الحد الجنوبي لا بد من خطوة مؤجلة وهي تعطيل منطقة صعدة وأخرجها من دائرة الحرب بالرد بقوة على القوات الحوثية في صعدة وصنعاء وتحييد قوتها وعزلها قبل خطوات التفاوض، كسر قيادة الحوثي الآن أفضل من الخيارات الأخرى، لأن سلاحه وحربه عبر الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية هي حروب العصابات التي فقدت السيطرة وتحولت إلى حرب الاستنزاف الطويل، والحرب لا بد أن تنتهي سريعاً بدحر الحوثي وطرد وإفشال إيران.