عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. رغم تأثير جائحة كورونا وقسوتها على المستوى العام، وفي تغيير نمط كثير من مقومات الحياة وكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية، ولكن رغم ذلك ومن وجهة نظر شخصية أن نزول هذا الوباء على الكرة الأرضية بكاملها ما هو إلا إنذار وتحذير رباني لتغيير كثير من السلوكيات والتمادي في بعض التصرفات والتجاوزات التي لم يأت بها من سلطان، وقد يكون (البذخ) الزائد والذي يعتبر نوعا من أنواع (الهياط والمباهاة) ونهى عنه ديننا الحنيف في مقدمتها.
لقد أحدث هذا الوباء بعض التغييرات وتغييركثير من القناعات على مختلف المستويات، وخاصة الاجتماعية كالمناسبات والاحتفالات والتجمعات، وقد تكون هذه نعمة من نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى حتى على المستوى الرياضي فقد تكون ولأول مرة تعسكر جميع الأندية بفرقها الأولى داخلياً بين مصايف الوطن المتعددة والمتفرقة بين المصيف الأول مدينة الطائف الجميلة وبين أبها البهية العريقة وبين الباحة وأجوائها الساحرة، فبلادنا تزخر بعدة أجواء مختلفة، فكما أن هناك مناطق حارة وجافة كذلك لدينا مناطق باردة وممطرة بل أكثر من رائعة خاصة في أجواء الصيف الساخنة يقصدها السياح والمصطافون من جميع أنحاء الوطن العربي، وخاصة أبناء دول مجلس التعاون الخليجي فكل مقومات الحياة متوفرة، الحديث منها والقديم وخاصة المطارات وحركة الطيران المستمرة والكثيفة في موسم الصيف إضافة إلى الفنادق والمنتجعات الراقية حتى البيوت والشقق الفندقية المتميزة، فالمملكة بطولها وعرضها قارة متكاملة تجمع بين الساحل والجبل والمدن بمختلف الأجواء والتضاريس بين حار وبارد ومعتدل.
إن اتخاذ قرار المعسكرات الداخلية في المناطق الباردة خيار موفق لجميع إدارات الأندية التي قررت إقامتها في مصايف المملكة فهي أكثر أمناً عن غيرها، وأقل مصاريف مادية والتي عادة ما تنهك ميزانية أي إدارة خاصة إذا ما كان المعسكر في إحدى الدول الأوروبية، ناهيك عن المردود الفني الذي بالتأكيد سيكون أكثر فائدة للاعبين بحكم الاستقرار والقرب والراحة النفسية وتطابق الأجواء حتى الأجهزة الفنية والإدارية وقربهم من أهلهم وذويهم وأماكن إقامتهم، وهذه العوامل تعتبر من أهم مقومات النجاح الضرورية إذا ما أدركنا أن العامل النفسي والمعنوي الأهم في المنافسات الرياضية وخاصة كرة القدم فكل ما نتطلع إليه أن تكون جميع هذه المتغيرات الطارئة والإجبارية فيها الخير والبركة، وأن يكون مردودها على جميع أبناء الوطن إيجابية من جميع النواحي وعلى مختلف المستويات وأن تعم الفائدة لجميع الفرق دون استثناء.
نقاط للتأمل
- أنا متأكد أن هذه السنة ستكون سنة خير على الأندية وإداراتها بعدما أجبرتهم الظروف على إقامة معسكرات فرقهم داخل الوطن، فالفوائد متعددة وكثيرة خاصة الاقتصادية منها والتي تعتبر الأهم في هذه الفترة ناهيك عن الأجواء الاجتماعية في مختلف مقوماتها من تغذية وتسوق وراحة نفسية، فالوطن ليس له مثيل أينما ذهبت، فما بالك في السعودية العظيمة التي لا شبيه لها في الكون.
- رغم عدم السماح للجماهير والمحبين بحضور تمارين الأندية بسبب وباء كورونا إلا أن إقامة الفريق والمعسكر في مدينتهم ووجود اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية ستكون مكمن فرح وسعادة لأي منطقة ومدينة يتواجد فيها خاصة الأندية الكبيرة والجماهيرية وهذه إحدى مميزات إقامة المعسكرات داخل الوطن الكبير.
- إذا استمر منع الحضور الجماهيري للملاعب والمباريات فقد تكون قمة العاصمة القادمة بين النصر والهلال بدون طعم خاصة أنها على أرض نادي النصر (الإياب) والذي يفترض أن يكون لجماهير الشمس 70% نسبة الحضور في درة الملاعب وجماهير الشمس غنية عن التعريف.
خاتمة:
- لا تشتك من الأيام فليس لها بديل، ولا تحزن على الدنيا ما دام آخرها رحيل، واجعل ثقتك في الله ليس لها مثيل، وعشها في شكره تجد كل ما فيها جميل.
«وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم جميعاً كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي».