الغريزة الدفينة خلف كل نص مهما تواضع موضوعه.. دافع لتلقي القبول..
وعلى قدر انتشاره يكون تكاثره..
فيتناسل هذا النص نصوصاً أخرى بمواضيع متشعبة..
ويزداد منسوب الرضا لدى كاتب النص كي يملأ محبرته و يشحذ أفكاره و يستمر العطاء..
هذه النصوص المزهوة بالمعاني اكتظت بها الأوراق..
وأصبحت حركة فكرية لدى الكُتّاب المتعطشين للثناءات..
مما أجبر كاتبًا مغموراً بدفع نصه في مدينة النصوص الهادفة وأمسى يترقبه من بعيد..
حين تكون حياة نص ما على المحك..
لا لا ليس ترفاً أدبيًا ولا ترفيهاً فكرياً حين يَدفع كاتب ما نصاً لتسوّل الإعجاب..
المشهد مُفزع جداً.. فالأقلام الفقيرة على جوانب الطريق تحاول سرقته.. والأوراق الحاضنة أغلقت أمامه الأبواب..
فتخلى عنه كاتبه..
بعد تشرُّد..
غدا النص مرقع الأسمال مُهجّر وغريب..
أصبح نصاًّ منبوذاً بلا هوية..نص لاجئ..
بدأ يتذكر ماضيه..
منذ تسعة أسطُر في بطن الورقة..
لم تُطعمه عيون عابرة.. ولم يتبنّاه أحد..
لأنهم لم يجدوا على مُحيّاه أنماطاً اعتادوها..
فيا للبؤس ويا للتيه..
بدافع لقمة العيش..
عزف أمام أبواب الأدب ولعب كتابات الخفة في ميترو الخواطر..
ولم تُفلح الحيل..
ثم ماذا؟
تخلى عن شرف معانيه..
وأصبح يا للعار.. بلا معنى..
تمرد على ثقافة النصوص.. وانشق عن الورقة..
يقول هذا النص في أحد تصريحاته:
«لماذا علي أن أعني شيئاً؟! ألا أبدو جميلاً بلا معنى».
** **
- سلمان البلوي