د. حسن بن فهد الهويمل
عمالقة الأدب العربي في مصر متلبسون بسمتين
- لوثة الفكر الغربي.
- وتقلبات الطقس السياسي.
تلك هي مداخل الحديث عن أدبهم، وفكرهم، وهي مجال تكرسهم وتعملقهم.
خصوبة المشهد الفكري والأدبي آنذاك مردها لاختلاف المشارب السياسية، والفكرية، وصراع القديم والحديث، وانعدام المصداقية في الكثير من الجدل.
(طه حسين) يأتي في قمة الصراع، بل هو الأكثر إثارة؛ إذ ربما يكون الأفضل في فهم التراث، والمعاصرة، تقاذفته ثلاثة حقول متباينة:
- جامعة الأزهر، وجامعة القاهرة، والسربون
الفرنسية.
وقد ألهب مشاعره ردة الفعل، وحقده الدفين على مشيخة الأزهر الذين أذلوه.
لقد ذهب إلى فرنسا مغاضبًا، وتلقفته التنظيمات المناوئة للحضارة الإسلامية؛ إذ وجدت فيه مرادها، ومن ثمّ صنعته على عينها، واختارت له زوجة فرنسية، لم تُسلم، ولم تتحدث بغير فرنسيتها. وعاد مترعًا بالثقافة والفكر الفرنسيَّيْن.
أخرج كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) ليقطع قول كل خطيب، بالرهان على فرنسة مصر، وكأنه حملة ثانية بعد (حملة نابليون)، وظل عمره كله فرنسي الفكر والثقافة، عربي اللسان، يستنسخ قول الاستشراق، ويروّجه، حتى اتُّهم بالسرقة، وبخاصة في قضية الانتحال بعد ترجمة محاضرة مرجليوث (أصول الشعر الجاهلي).
لقد أحدث نقلة نوعية في الثقافة المصرية، وشكّل منعطفًا مهمًّا في مسيرتها.
ذلكم هو (طه حسين) صاحب كتاب (حديث الأربعاء).
أما كتابه (حديث الأربعاء) الذي يقع في ثلاثة أجزاء فقد اشتريته في طبعته الثامنة عام 1383هـ كما هو مثبت على الغلاف؛ إذ من عادتي تحديد زمن الشراء، ومكانه، وزمن القراءة مع التهميش على الصفحات، ووضع الخطوط على المهم.
هناك إشكالية بدأت أنبه عليها، وهي مهمة، وحساسة. ذلكم أنني أشتري كتباً مستعملة، تم التعليق عليها من قِبل مفكرين سابقين، يختلفون معي فكرًا، وعقيدة، وبخاصة ما تم شراؤه من (اليمن) في رحلتين رسميتين؛ ففي (مصر) و(العراق) و(اليمن) يكثر بيع الكتب المستعملة.
لقد كانت لي مواقف ممتعة في (شارع المتنبي) في العراق، و(سور الأزبكية) في مصر، فصلت الحديث عنها في مخطوطة السيرة الذاتية، أعان الله على إنهائها.
هذه الكتب سيقرؤها الناس بعد وفاتي، وسيظنون أن التعليقات من عندي، وهذا ظن مشروع، وخطير.
آسف، هذا الاستطراد جاحظي، واستهلك مساحة الزاوية. وتلك مسؤولية (أبي يزن)؛ فهو الذي يلاحقني لأغثيكم ..!
للحديث صلة..!