قبل أن أبدأُ ملامحي في هذه الزاوية الغالية على قلبي جدا لابد أولا:
من سؤالٍ يدورُ في ذهن القرّاء الكرام ولو ضِمّنا بقولهم «هل للنسخ واللصق ثقافة ؟»
لأجيبهم علانيةً نعم لثنتين ثقافة وثقافة مهمة جدا فوق ما تتخيلون أو تسبرون أو ما وراء ذلك!
القضية ليست فردا من عائلة بل كلها ويشملهم الأفراد بطبيعة الحال خصوصا الأبناء فلذات الأكباد، ومن هنا كانت ثقافة من ننسخُهُ ونحوّله ثم نلصقه في جدار شفافٍ رقيقٍ كـ حياء صاحبة الخِدْر حين تشاهد رُجُلا غريبا !
وهي هذه المواقع الاجتماعية «الرقمية» خصوصا مَنَصّة (الواتساب) سأحكي لكم حكاية لن أطيل سأدلف إلى صُلْبِ الموضوع مباشرة دون فذلكة كاتب أو تخاريف حروف سُعْلي قادمٍ من نسيم الجنوب «الآن بعد أن حاولتُ زرع ابتسامة وشاهدتُها على مُحَيّاكم الآن» وهو منطلقي لـ ثانيا:
حصل نقاش في إحدى مجموعات الواتساب بين مُحدثكم وبين الدكتور عبد العزيز الغامدي وهو أحد القادة التربويين في تعليم جدة كانت له وجهة نظر حول مقطع نسخه ولصقه في هذه المجموعة وهذا المقطع لطفلة جنوبية ما شاء الله حباها الله منطقا جميلا كـ وجهها البدري هنا اختلفت بعد أن مدحتُ هذه الفتاة الجنوبية وكتبت (هناك من يقتل حياء وبراءة الطفولة باسم الشهرة) فكتب د. عبد العزيز وهو بالمناسبة من القادة التربويين الذين نعتزّ برأيهم ونفخر به فقال: لا بأس بهذا النسخ واللصق ما دام دعما للمواهب وكفاياتها..
طبعا ردي هنا وهناك ليس خلافا بل اختلافا في وجهات النظر ومنها:
الأجهزة بين يدي الأبناء:
المسألة بين المَنْع والمَنْح شقان:
- منعٌ بثقافة يفهمها الأبناء
- منح مع ضوابط تقنن الاشتغال على تلك الأجهزة
وبين هذا وذاك الاقتناع بين خطرٍ قادم وفعلٍ لمستقبلٍ غائب حين نقرأ نشاهد أو نسمع مقطعا يصيبنا هوس التعرّف ثم التحويل ولو فكّرتُ وغيري في خطره لقبرناه في مهده .. وأكملتُ:
ثقافة النسخ واللصق
ثلاثة أشياء تجعل في إصبعك مرضا يشبه عقوبة الله في السامري .... لا مِساس !
1 - الحسد كيف يفرح من تشاهده في المقطع «صورة أو كتابة»، يتفلسف، يحزن، جسمه أجمل وعضلات ويسرّ حديثا إلى نفسه قائلا وأنا لماذا لا أكون مثلهم ؟!
2 - ابتلاء، حب استطلاع، بالمعنى البلدي لقافة تدخل في رأسه ثم يحركها قلبه وتشعر بها حواسه حتى دون أن يشعر يرفع إصعبه الأيمن في الغالب وينقل أي شيء في أي شيء تافها كان أو سيئا وربما والأكيد لم يكمل ما شاهده حوّله ونسخه ولصقه على ما فيه من علاّت وعيوب.
3 - مرض يصيب الإنسان وهو يموت في اليوم مئة ألف مرّة إذا لم ينسخ ويلصق أو يحوّل ولو ولم يفعل ذلك ليقول: لا مِساس لا مِساس ... لا تلمسني أرجوك كأنه أدمن هذه الأجهزة.
نسأل الله العافية والسلامة ويبعدنا عن هذه اللقافة.. بالفعل نحتاج إلى ثقافة للنسخ أو اللصق معايير نعرف ثقافة ما ننسخ ونلصق ونحوّل وهكذا لأن كل ذلك من باب المثاقفة ...
صديقي الدكتور عبد العزيز استأذنته في إيراد هذه القصة في ملامحي هذه مع بعض الممالح كي لا تذهب نكهة الطبخة قصدي القصّة، بقي أن أحليكم بعد هذا الدسم الكتابي بأن هذه المجموعة اسمها على الواتساب «ديوانية الأصدقاء».
** **
- علي الزهراني (السعلي)