فقِيرٌ يُداري الهمَّ وهو كسِيرُ
على أنهُ عفُّ اليدينِ طهورُ
يمُدُّ يداً لله ليس لغيرِهِ
وللرزقِ يسعى والنَّوالُ عسيرُ
فيرضى بقوتِ اليومِ ماهمُّهُ غداً
يرى قانعاً أنَّ القلِيلَ كثِيرُ
يُجاهدُ والدنيا حُرُوبٌ لِمثلِهِ
وعن وجهِهِ كلُّ الحُظُوظِ تُدِيرُ
تُلِحُ عليهِ الواجِبَاتُ فيعتفي
ولكنَّ إعدامَ الكرِيمِ عذِيرُ
ويَبسُمُ والحاجاتُ فيهِ عوابِسٌ
ويمنعُ عن تحقِيقِهاالتقتِيرُ
وكم باتَ ليلاتٍ على ألمِ الطُوى
ينامُ ويصحو والفؤادُ أسِيرُ
وما حُرِمَ الإنسانُ أرزاقَ قوتِهِ
وإنَّ الذي يهبُ العبادَ قدِيرُ
وأرزاقُ كلِّ الناسِ مكفولةٌ لهم
ولو لم يكن رباً لضلَّ كثيرُ
فسبحان من أعطى الخلائق سؤلها
مليكٌ عظيمٌ واهِبٌ ومُجِيرُ .
** **
- شعر: د. عبدالله بن محمد باشراحيل