«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
قالت الفنانة التشكيلية صالحة بنت زين الشيخي، في حديثها لـ»المجلة الثقافية»، عن دور التشكيل في تنمية الوعي، والبوح بقضاياه: عموم الفنون التشكيلية تناقش القضايا الإنسانية بأساليب وأدوات فنية مختلفة، ولمن من يقوم بتنفيذ – أي – عمل تشكيلي رؤيته الخاصة التي يُظهر من خلالها مدى قدرته على توصيل الحالة والشعور، وهذا الأمر ليس حكراً على الفن التشكيلي وحسب وإنما يمتد إلى كافة أنواع الفنون البشرية الأخرى.
ومضت صالحة في هذا السياق، قائلة: لكل فن من الفنون خصوصيته في آلية بنائه، وكذلك مقدرته على الانتشار، فالعمل الفني يظل حرفة صاحبه، ولكن الانتشار يبقى مرهوناً بمدى إقبال المُتلقي وكذلك تفاعل المؤسسات الثقافية والفنية المعنية، والفن التشكيلي بوصفه أحد أهم الفنون فقد وجد إقبالاً مميز في الآونة الأخيرة، كما تمكن أهله من إنتاج العديد من الأعمال التي أظهرت خصوصيته في مقدرته على الوصول إلى جميع الفئات بأيسر الطُرق، ليتصدر بذلك المشهد من خلال ما رأيناه من لوحات فنية هادفة، وكذلك لقطات فوتوغرافية معبرة، إضافة إلى أعمال يدوية تستحق الإعجاب.
أما عن دور وسائط التقنية الحديثة، في انتشار الفن التشكيلي، وزيادة التعريف بمدارسه ونتاجه، قالت الشيخي: كان لوسائل التقنية الحديثة ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في المساهمة بعرض العديد من الأعمال التشكيلية الجميلة، إضافة إلى بروز بعض من الأسماء الموهوبة، ورغم ذلك الأمر الإيجابي للتقنية إلا أن من سلبياتها ما شاهدناه أحياناً من معالجة للعمل الفني بصورة تُخفي معالمه الأصيلة كبعض المؤثرات الخارجية مثلاً، وهذا من وجهة نظري من الأشياء التي لا تضيف – أي – قيمة للعمل بل إنها تضعفه كثيرا وتعجل منه عملاً غير حقيقي.
وختمت صالحة حديثها قائلة: إن الفن التشكيلي يتكامل مع الفنون البصرية الأخرى، بل ويتقاطع معها أحياناً، وتظل له خصوصيته الدائمة منذ نشأته الأولى، كما أن له المقدرة كبقية الفنون على مواكبة أدوات العصر وتوظيفها بالشكل الذي يُظهر جمالياته وكذلك يُساعد على سرعة وصوله للمُتلقي، فكما أن الفن رسالة، فإن الاعتناء بإيصالها مطلب يستحق الاهتمام.