سهوب بغدادي
لماذا نحتفل بالمناسبات والأيام في الوقت الذي يخصص العالم أياما محددة للاحتفال أو الوقوف على ذكرى معينة، وبغض النظر عن قناعات الفرد تجاه اليوم وماهيته وأسباب الاحتفال به، مثالا على ذلك اليوم المميز الذي حل على العالم الأسبوع المنصرم، ألا وهو يوم الأب العالمي، حقيقة لم أكن أعلم أن للأب يوما كيوم الأم، إلا أنني سعدت به كثيرا نظرا إلى جهود الآباء الملموسة والمحسوسة في حياة الأبناء، سواء كان بالحنان والعطف منذ الصغر أو التوجيه والنصح والدعم المعنوي في الكبر. في هذا الصدد، ما الأمر الذي يشكل مكانة ما في قلب الشخص؟ بالتأكيد، ليس للصدفة سبيل إلى القلوب في حال تجردها من اعتبارات ومقومات عديدة بديهية. كالإحسان والاهتمام والعطاء وأي عاطفة أو شعور ينطلق من قلب ليتخلل القلب الآخر بشكل إيجابي. فيضحي الكيان الباعث ذا أهمية وحيز يومي من ثم يوليه الفرد أهمية تراكمية ليصبح جزءا لا يتجزأ من حياته وذكرياته المتأصلة في تكوينه. فعندما يقدم الأبناء كعكة لوالدهم، فهم لا ينساقون في تيار العولمة فقط بالضرورة، فالكعكة أو الهدية هنا تشكل رمزا يستحضر من خلاله أمرا أصيلا ومتأصلا، كأحد الأبناء الذي ذكر لي بأن صفة العطاء والبذل أصبحت لا تفارقه، بسبب التعويضات الإلهية بعد بذله لمبلغ ما. بلا شك أن الله يعوض على الدوام، إلا أن والد الشاب كان يتعمد الملاحظة والمراقبة والتحسس لتعويض أبنائه بذات المبلغ لكي يؤصل في نفوسهم مبدأ البذل. فما أجمل ذلك الأب وما أجمل هذا الابن وما أحلى هذا الرمز المقدم في يوم يتيم وإن لم تكن الأيام والسنون كافية ووافية للتعبير عن طيب المشاعر المكنونة، وقس على ذلك في جميع الأيام والمناسبات المتعارف عليها عالميا والمناسبات المستحدثة بين أشخاص في نطاق ضيق. احتفلوا وعبروا لتعبروا الأيام وتسمو الأرواح.