د. عبدالرحمن الشلاش
بعض أصحاب العقول الفارغة والتفكير السقيم يرون في كسر النظام شجاعة وعنترية وفخرًا يستحق التصفيق لهم، والتأييد لتجاوزاتهم، وكأنها إنجازات عظيمة، «تستاهل» الوقوف على الأقدام لتعظيم السلام. وهؤلاء الفارغون يجدون من الغوغاء والمغيبين من القطيع من يرى في أفعالهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم المنحرفة بطولات مطلقة، ويرون في كسرهم للنظام تحديًا بطوليًّا ووقوفًا يستحق الإشادة.
كشفت لنا جائحة كورونا نماذج مقززة، أكثرهم من مدعي الشهرة، أو مشاهير الغفلة، وهي نماذج اطلع عليها كثيرون مما أدى إلى أن يتوصل الرأي الجمعي إلى قناعة تامة بنجاح باهر للطبيب والعالم والمفكر ورجل الأمن في التعاطي مع الأزمة بكل تفاصيلها، وفشل مطلق لحفنة مدعي الشهرة من الجهال ومحدودي الفكر والثقافة، الذين وجدوا في السناب وغيره من مواقع التواصل فرصًا مجانية للظهور والتكسب والإثراء.
سقوط مروع، ومحاولات لكسر الأنظمة، جوبهت بحسم وحزم، وتم القبض على المتجاوزين ومعاقبتهم وإيقافهم عند حدهم وتحجيمهم، وكان هذا مطلب من مجموعة من العقلاء، يرون عدم استمرار هذا الإسفاف واجتثاثه من جذوره؛ ليبقى الطرح المتوازن في الواجهة، ويبقى كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.
أمر سيئ أن يُحضر أحدهم حلاقًا إلى منزله في بدايات الجائحة، وكأنه لا يعلم أنه ممنوع. ولم يقتصر على هذا الفعل، بل صور المشهد، وبثه عبر سنابه غير مدرك لتبعات فعله السقيم وتأثيراته السلبية على شريحة من متابعيه، وهم غالبًا من الفوضويين وسريعي التأثر، ومَن ينتظرون مثل هذا السلوك على أحرّ من الجمر.
تفسيري لهذا الفعل أن هذا الشخص توقّع في لحظة ما أنه قد أصبح في وضع يبيح له ما لا يبيح لغيره. وهذا ينطبق على من خرج وقت الحظر بدون ترخيص، وفي خرق غير مبرر للنظام. قد لا يعلم الجهلة أن التعليمات الصادرة عن الجهات العليا تطبق على الجميع، ولا يُستثنى أي كائن إلا من يحمل تصريحًا من الجهات المسؤولة.
العنترية في خرق الأنظمة تجاوزت هذا لسيدة تقلل من الجهود الجبارة لرجال الأمن، وآخر يغلب على طرحه الجهل الفاضح ويشكك في الكشف الصحي، وتلك التي شككت في عمل التجارة ودعت الناس إلى الشراء العاجل خوفًا من نفاد الكميات؛ فسببت الهلع للناس، وهي كاذبة.. وغيرهم لقوا جزاءهم.
الخلاصة: لعلنا نستفيد مما حدث بإيقاف هؤلاء الجهلة، وعدم منحهم أي فرص للظهور ما عدا المنضبط والملتزم منهم.