الكل يعرف متى بدأ دخول وباء كورونا للمملكة العربية السعودية، ومنذ دخوله وحكومتنا الرشيدة -حفظها الله- اتخذت قرارات عديدة في محاولة عدم انتشار هذا الوباء، فضخت المليارات، وتكبدت الخسائر في الاقتصاد، وتبرعت بعلاج المواطنين والمقيمين، بمن فيهم عدم حاملي الإقامة من المتسلّلين والمتخلّفين والهاربين من أعمالهم، واستأجرت المقرَّات لإيواء من به شبهة من هذا المرض، وأحضرت مواطنيها من كافة دول العالم، وأوجدت لهم مقرات للسكن، والأكل، والجلوس على مستوى عالٍ من الرفاهية، وتحمّلت رواتب موظفي القطاع الخاص، وأغلقت الأعمال، وتحمّلت مشاكل كثيرة، كي ينعم المواطن والمقيم بالأمن والأمان، والرفاهية والاستقرار، ووفرت الأغذية والأطعمة، بالأسواق ولم يلحظ المواطنون والمقيمون -بحمد الله- أي نقص في ذلك، وشرعت الأنظمة التي تحد من انتشار هذا الوباء، وسخّرت إمكانياتها الصحية، والأمنية، والخدمية، والتطوعية لخدمة المواطن والمقيم، حتى أصبحت المملكة -بحمد الله- مضرب المثل في الدول العالمية التي تدّعي أنها متقدّمة، والأدهى من هذا كله -بحمد الله- دحرت الأعداء، والحاسدين والحاقدين، والأذناب وردت عليهم بالأعمال، دون الأقوال، حتى ألجمت أفواههم، وكبدتهم قلقاً وتوتراً شديدين، إذ هذا هو ديدن الحاقد، الحاسد، ورد الله -بحمده- كيدهم في نحورهم، حيث لم يجدوا ما يتحدثون عنه، حتى لو اختلقوا الدجل، والكذب.
لقد كان لشفافية وزارة الصحة الموقَّرة، في إخراج بيان يومي عن هذا الوباء، وأعداد المصابين، والمتعافين والمتوفين، الأثر الكبير الذي ألجم هؤلاء، ولم يستطيعوا أن يتحدثوا بكلمة واحدة، وإن تحدثوا فالجميع أصبح يعرف الحقائق الصحيحة، التي لا تخفى على أحد حتى منظمة الصحة العالمية وهي التي تتصف بالخبث والمراوغة، تم إلجامها بالأعمال وليس بالأقوال، والحديث هنا يطول لا أستطيع في هذه العجالة والمقالة المتواضعة، إيضاح ما قامت به حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- من إصلاحات، وإيجاد أنظمة دقيقة، وتكبد الخسائر الكثيرة، رغم هبوط الاقتصاد، وأسعار النفط.
أما وإن أوجدت الحكومة -حفظها الله - التخفيف من بعض القيود، والسماح بالأعمال، والتجول المحدّد، لمصالح ترى أنها ضرورية، يأتي في مقدمتها خدمة المواطن والمقيم والاقتصاد، والأعمال التي يحتاجها المواطنون والمقيمون، هنا حري بنا جميعاً أن نكون أهلا ً للمسؤولية، متحمّلين الأمانة، والثقة، التي منحتنا إياها حكومتنا -أيدها الله- بأن نكون خير من يمتثل ويطيع ويقابل الحسنة بالحسنة، وأن نطبّق كافة الأنظمة والتعليمات التي أوضحتها لنا حكومتنا باتخاذ التدابير اللازمة، بمكافحة هذا الوباء من التزام بالنظافة، وعدم الخروج إلا للضرورة، القصوى والامتناع عن التجمعات، والالتزام بوقت الجلوس بالمنزل، ولبس الكمامات، والالتزام بالتعليمات أثناء تأدية الصلوات، وكل ما من شأنه المحافظة على أنفسنا، وأقاربنا، وأصدقائنا وجيراننا، بل ووطننا الكريم الجميل، مطيعين ومنفذين لتعليمات ولاة أمرنا، -حفظهم الله- حتى تعدي هذه الأزمة على خير - بمشيئة الله. وخلاصة القول أنت أيها المواطن والمقيم من تتحمّل مسؤوليتك، وقد أعذر من أنذر. وقانا الله وإياكم وجميع بلاد المسلمين والعالم كله شر كافة الأمراض، ورد الله كيد من أراد بالبشرية شراً، وجعل كيده في نحره، وتدبيره في تدميره، آمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.