كيف لك أن تفعل كل هذه الأحداث والتغيرات! وكيف لك أن تغير قوانين البشر وخططهم وروتينهم بالفعل، لقد قلبت حياتهم رأساً على عقب، جعلت الغرب والشرق يشعر بعجزه وضعفه أمامك رغم تقدمه وتطوره، ويعرف أن لهذا الكون إلها يدبره وفق إرادته سبحانه.. وجعلت المؤمن يستشعر حقيقة الدنيا الفانية، أثرت الخوف والقلق وجعلت الجميع بلا استثناء في موقف واحد وهو الهروب من الموت، وعرفت الإنسان أن أهم ما في هذه الدنيا هي العافية فإن الأموال تفنى وزخرف الحياة يمكن الاستغناء عنه والعيش بدونه في ظل العافية، كورونا لقد أعطيتنا دروسا عجيبة وتأملات عظيمة في قدرة الله عز وجل أخبرتنا بحجم الدنيا وحقيقة هذه الحياة؛ وكيف أنها تغدر بين عشية وضحاها! وكيف للمرء أن يعرف معنى الصحة والعافية ويستشعر نعمة الحرص على هذه الروح بألا يمسها نصب ولا أذى، كورونا أعطيتنا دروسا بأن كل هذه الأمور التي ألهتنا عن الآخرة وعن الله كيف تعيدنا إليه.. جعلتنا نعرف أنه مهما بلغ بالمرء من جبروت وطغيان فهو ضعيف ذليل لا يمكنه أن يفعل شيئا دون الرجوع إلى الله.. اللهم اجعل لنا من كل بلاء عافية، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا ولا تجعلنا إلا تحت رحمتك وحدك يا ذا الجلال والإكرام..