أ.د.عثمان بن صالح العامر
أكتب هذا المقال صبيحة الأحد 29-10-1441هـ أول الأيام التي رفع فيها الحظر في المملكة العربية السعودية كلية، وصارت المسؤولية بالكامل ملقاة على عاتق الفرد بعد أن تم تزويده بكل ما من شأنه ضمان سلامته من الإصابة بفيروس كورونا بعد حفظ الله له.
أحياناً يشعرك من يعتقد أن رفع الحظر يعني العودة إلى الحياة الطبيعية بلا قيد أو شرط أنك في حذرك هذا واتباعك التعليمات الوقائية الاحترازية تبالغ وتضخّم الأمر مع أنه لا يستحق كل هذا منك، بل ربما ظن بك أنك تخالف حقيقة التوكل على الله. ونسى أو تناسى أن الحذر منهج نبوي عظيم التزم به صلى الله عليه وسلم وهو المحفوظ والمحمي من الرب سبحانه وتعالى وطبّقه بكل دقة واحترافية في حياته كلها، وخير مثال على ذلك ما كان منه عليه الصلاة والسلام في رحلة الهجرة من مكة للمدينة التي هي بمثابة الحد الفاصل بين عهدين للنبوة مع جزمه أن الله معه وسيحقق له إتمام ما أمره الله به وسيصل المدينة ليكمل رسالته في هذه الدنيا.
إن التهاون والإهمال وعدم الالتزام هذه الأيام بتطبيق التباعد الاجتماعي ولبس الكمام مخالفة صريحة للدين ولتوجيهات وقرارات ولي الأمر قد يكون ثمنها -لا سمح الله - غالياً جداً خاصة إذا كنت تجالس أبوين كبيرين أو لديك مريض بمرض مزمن، ولذلك كان التشديد من قبل الجهات المختصة ممثلة بمقام وزارة الداخلية التي لم تألو جهداً طوال الأشهر الماضية في التوعية والتثقيف والتوجيه والإرشاد والمتابعة والمراقبة ومن ثم المحاسبة والتغريم، فضلاً عن الدور العلاجي الذي قامت به وزارة الصحة في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية على أتم وجه وفي أحسن صورة.
إن على كل منَّا مسؤولية مباشرة للتذكير والتنبيه حتى نتجاوز هذه الجائحة -بإذن الله- ونحن نرفل بثوب الصحة الذي (الحياة من دونه هباء)، ولا يعني هذا في المقابل التسربل بالخوف والجزع والتدثّر بالتشاؤم والحزن، بل متى ما كان منك أخذ التدابير الوقائية التي أرشد لها أهل الاختصاص فمن حقك أن تحيا حياتك الطبيعية متوكلاً على الله جزماً منك - بعد أن بذلت كل الأسباب - أن ما أصابك لم يكن ليخطئك. حفظنا الله جميعاً بحفظه ووقانا هذا الوباء وكل شر وفتنة وبلاء، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.