د.نايف الحمد
بعد أن هدأت عاصفة كورونا، وبدأ غبار جائحتها ينقشع، وتخففنا من قيودها التي لازمتنا لشهور عدة، كل ذلك كان بفضل من الله سبحانه، ثم ما أولته قيادتنا الرشيدة من اهتمام وتعاطٍ مثالي، أصبح مضرب مثل في العالم كله.. وبعد أن وصل الجميع لقناعة أن الدور المتبقي يقع على عاتق الفرد نفسه بعد أن تم إعداده لهذه المرحلة ليكون مستعدًّا لتطبيق التدابير الوقائية كافة؛ ليحمي نفسه والآخرين.
لقد خلفت هذه الجائحة الكثير من المظاهر التي لم نكن نرغب في رؤيتها في الوسط الإعلامي من إعلاميين حاولوا استغلال هذه الظروف.. وبدلاً من أن تكون فرصة للتعاطي بصدق مع المجتمع الرياضي ظهر لنا من ركب موجة الجائحة؛ ليفسد الموسم الكروي من خلال أطروحات تخدم أجندة خاصة.. وهذا - لعمري - لا يصح أن يصدر ممن يسمون أنفسهم إعلاميين، ويظهرون على القنوات الفضائية والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، وينظّرون على المشجعين، وهم - بكل أسف - أقل من متابعيهم فكرًا وطرحًا وحرقة على هذا الوطن.. وفي مثل هذه المواقف الصعبة تظهر معادن الناس، وتنكشف خباياهم.
كانت البداية بالدندنة على ضرورة إلغاء الموسم، وكأنهم أعلم من المسؤولين بتقدير مثل هذه المسائل.. والهدف حرمان الهلال من حقوقه كونه المتصدر، وأقرب الفرق لانتزاع اللقب.. حتى أن أحدهم قال: «ما أعرفه أن الدوري سيُلغى، وستُشطب نتائجه بنسبه 99.9 %»! وهنا أتساءل: أليسوا هم مَن يتشدق بالعدالة ويطالب بها؟.. أم إن وجود الهلال كافٍ لنسف كل ما نادوا به؟!
هم يعلمون أن العجلة ستدور، سواء كان ذلك تكملة للموسم الحالي أو بداية لموسم جديد، ولن يكون بين الموعدين ذلك الفرق الكبير.. والجائحة لن تنتهي في يوم وليلة!
يحاولون تأليب الرأي العام على الهلال، وإظهاره كنادٍ ذي نفوذ وسطوة.. ويكرسون بعض القصص البليدة للدلالة.
على ذلك، فما فعلوه بقصة المليار ونصف المليار التي يدعون أن الهلال دعم بها - وهي قصة من وحي الخيال! والفراج عندما ذكرها كان يتحدث عن تقدير قيمة فريق تم بناؤه عبر سنوات - عادوا ليكرروها مع جوفنكو عندما صرح بأن الموسم سيعود في أغسطس.. فتعالت أصواتهم: كيف عرف بالموعد؟! رغم أن الكثيرين أشاروا لذلك، ومن بينهم مدرب النصر فيتوريا!!
لقد سقط الكثيرون في اختبار الجائحة.. وأعتقد أن الرياضة لم يعد بالإمكان أن تستمر بمثل هؤلاء الإعلاميين؛ فقد تجاوزهم الزمن، وأصبح المشجع على درجة من الوعي؛ فلم تعد تنطلي عليه مثل هذه الأساليب.
بلا شك إن الرياضة تعيش مرحلة جديدة في ظل رؤية سديدة لسمو ولي العهد -حفظه الله- ودعمه الكامل للأمير الشاب وأول وزير للرياضة سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي. وقد بدأنا نجني ثمار هذا الدعم اللامحدود. كما يقف على هرم الاتحاد السعودي رجل خبير بدهاليز الرياضة، وقادر في ظل هذا الدعم على تحقيق مبدأ العدالة في مسابقاتنا الرياضية وتطويرها.. وقد أظهر شجاعة في اتخاذ قرار استئناف الدوري دون أن يصغي لتلك الأصوات القديمة التي ما فتئت تحاول العودة بنا للوراء.
نقطة آخر السطر
رسالة أوجّهها لجماهير الهلال: سيكون الهلال - كعادته - محورًا للأحداث.. وسيواجه حربًا شرسة في محاولة لإخراجه من الملعب! فكونوا الدرع الواقية لهذا الكيان.. لا تسمحوا لأحد بالدخول بينكم.. ادعموا الفريق حتى يعتلي منصة الذهب التي اعتاد صعودها بشموخ وكبرياء.