إبراهيم الدهيش
- وكميت النادي يتصدر مجموعته، ويعلن تأهله من (الملعب) لمصاف أندية الدرجة الثانية، عادت بي الذكرى المسكونة بالكثير، ليس من باب أن سحر الماضي يتجلى كونه مضى كما قال: (أوسكار وايلد)، ولكن من باب أنه يحسب لذلك الماضي بداياته واجتهاداته، كما يحسب للحاضر إنجازاته وطموحاته! أقول: عادت بي الذكرى وقت عام 1392هـ، يوم أن اتحد المتنافسان اللدودان (كميت والكفاح) تحت اسم (كميت)، ذلك الجبل السامق بشهرته وشموخه وعلوه.
- ومنذ اعتماد تسجيله رسميًّا في 1/ 6/ 1399 هـ بدأ في كتابة أبجديات طموحاته، فلم يمارس عبر تاريخه الممتد دور (المتفرج)، ولم يكن مجرد رقم ضمن قائمة أندية الوطن، بل كان المنافس والمكافح والمتطلع دومًا.
- وحتى إن تأخر تحقيقه لهذا المنجز (42 عامًا) إلا أنه من الإنصاف أن نشير إلى أنه لا علاقة لذلك بعدم وجود الكفاءات، أو تدني مستوى الطموحات، أو في عشوائية التخطيط وارتجالية القرار، لكنها تظل تجارب ومحاولات، لم يكتب لها النجاح يومها!
- ويظل الجميل في صعوده المستحق أنه لم يكن (بخبطة) حظ أو (ضغطة زر)، بل جاء كنتيجة طبيعية لعمل إداري دؤوب من إدارة واعية، آمنت بما تقوم به بعدما عرفت واستوعبت ماذا تريد وإلى أين وكيف ومتى تصل بكل حرفية ومهنية، فلسفتها أن أساس النجاح في الاستفادة من تجارب وأخطاء الأمس، والحلول تبدأ من الاعتراف بها ومعالجتها بفكر جديد متجدد، وبعقلية متفتحة، تؤمن بالعلمية في التخطيط دونما نرجسية في التعامل أو بيروقراطية في العمل أو أحادية في الرأي، ومن هنا لم يكن الرهان على تحقيق هذا المنجز مقامرة أو مغامرة، بل انطلاقًا من الثقة في الأدوات، وفي القدرة على تحقيق الطموحات بالرغم من تواضع الإمكانيات، وبالتحديد (المادية). استند في ذلك إلى المعرفة الشخصية بـ(البير وغطاه)!!
- لكن الأجمل أن المحصلة إنجاز ولا أروع بمذاق خاص بنكهة خاصة بلون خاص، يؤكد جودة العمل والمنتج لهذه المؤسسة الرياضية. أضاف لتاريخ النادي صفحة جديدة، ولجغرافيته مساحات أكثر اتساعًا، ولطموحاته أبعاد أخرى.
- ويبقى الأهم اعتبار هذه الخطوة بمنزلة الجذوة التي تشعل فتيل التطلع إلى ما هو أبعد من ذلك على اعتبار أن كرة القدم صاحبة الشعبية الأولى أصبحت واحدة من المشاريع الحضارية التنموية الاقتصادية الأكثر والأسرع تأثيرًا وانتشارًا؛ وبالتالي نافذة يطل منها الآخر على هذه المحافظة الفتية!
- شكرًا (عراب) الإنجاز المربي الفاضل والقيادي الناجح الأستاذ عبدالله المرشد رئيس مجلس إدارة النادي صاحب الفكر الاحترافي المنسجم تمامًا مع المرحلة وفريق عمله من أعضاء مجلس الإدارة، ولكل من أسهم ودعم لتحقيق هذا المكتسب، ولنجوم الفريق وأجهزته الفنية والإدارية، ولجماهير النادي الوفية، ولتهنأ مساءات (كميت)، ولتسعد (مرات) بتاريخها وأصالتها ورجالاتها بهذا المنعطف الرياضي الجديد بأجوائه ومنافساته وطموحاته.
- وفي النهاية أقف حين استفز (كميت) (نديمه) الشاعر حمد الدعيج فقال:
يا كميت فزت وحزت زين التأهل
ابلا هزيمة يا كميت المحبين
يا زين هجماتك بليا تململ
نشاط حاضر والهدف من بعد وين
غنت لك القيفان لعبك يهول
يرقص لك الجمهور يا كميت طربين
مبروك يا من صف فالصف الأول
خليتنا يا كميت بالحيل فرحين
وسلامتكم.