سليمان الجعيلان
ماذا يعني أن يظهر إعلامي يقدم نفسه بأنه قانوني، ويصف بكل جراءة وبجاحة حادثة بصق -أعزكم الله- لاعب النصر عبدالرزاق حمدالله على لاعب الحزم أسامة الخلف في مباراة فريقَي الحزم والنصر بأنها (بصق دون قصد) على الرغم من أن اللقطات التلفزيونية أظهرتها، والتصريحات الإعلامية للاعب أسامة الخلف أكدتها؟! أليس هذا عسفًا ونسفًا للأنظمة واللوائح، واستغفالاً واستخفافًا بالمهنة القانونية، وعدم احترام وتقدير للمهنية الإعلامية؟!.. وماذا يعني أن يظهر إعلامي يقدِّم نفسه بأنه قانوني أثناء الصراع الإعلامي الشبابي - الأهلاوي حول قضية انتقال اللاعب محمد العويس للأهلي، ويهدد ويتوعد إدارة نادي الشباب بعدما أظهرت ونشرت إدارة نادي الشباب نوع ورقم وتاريخ السيارة التي استلمها اللاعب محمد العويس قبل نهاية عقده مع ناديه، وعندما سأله المذيع عن رأيه القانوني والمهني في تصرف أطراف أهلاوية عندما نشرت المراسلات والمحادثات الخاصة في برنامج (الواتس آب) بينها وبين طرف شبابي في وسائل الإعلام انقلب القانوني على مبادئه، وتغيّرت آراؤه، وقال (ما فيها شيء)؟! أليس هذا انغماس في الميول الرياضية، وانخراط في الأهداف الشخصية على حساب المهنة القانونية التي تحرّم انتهاك الخصوصية، وتجرم نشر الرسائل الخاصة، خاصة دون إذن وموافقة الطرف الثاني في المحادثات الشخصية؟!.. وماذا يعني أن يغرد إعلامي ويصف نفسه بأنه قانوني، ويتبنى تغريدات كلها اتهامات وإساءات لإدارة جامعة الملك سعود بعد عجز إدارة ناديه عن الدخول في المنافسة على مناقصة استثمار ملعب الجامعة؟! أليس هذا امتهانًا واستغلالاً للصفة القانونية، وتقليلاً وتقزيمًا من المهنية الإعلامية؟!.. وماذا يعني أن يخرج إعلاميون يقدمون أنفسهم بأنهم قانونيون، ويدعمون موقف إدارة ناديهم ضد إجراءات وخطوات طرح استثمار ملعب جامعة الملك سعود القانونية والنظامية، ويمارسون التحريض والتأليب على إدارة جامعة الملك سعود بعد فشل إدارة ناديهم في فهم واستيعاب نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، ليس هذا فحسب، بل فشل في متابعة القرارات الحكومية والإجراءات النظامية الرسمية في المناقصات الحكومية؟! أليس هذا تضليلاً وتجهيلاً للوسط الرياضي، ومحاولة لتصدير الجهل في القانون الرياضي للجمهور السعودي، الهدف منه استمرار تغذية التعصب والاحتقان الجماهيري؟!.. وأخيرًا وليس آخرًا ماذا يعني أن الجميع في الوسط الرياضي يحترمتخصصه، ويقدر مهنته ومهنيته، بينما القانونيون في الشأن الرياضي لا يحترمون ولا يقدرون تخصصاتهم وأقسامهم، بل على العكس تمامًا، تجدهم في الصباح يترافعون عن قضايا الطلاق والخلع في المحاكم الشرعية، وفي المساء ينظّرون ويفتون في البرامج الرياضية عن القضايا الاحترافية حسب الميول للأندية؟! أليس هذا استخفافًا واستغلالاً للإعلام الرياضي للترويج لأسمائهم واتساع شهرتهم على حساب الانتماء لمهنتهم والأمانة في مهنيتهم؟!.. وعلى كل حال، سبق أن كتبتُ وحذرتُ في هذه الزاوية عن خطورة تفشي ظاهرة التطفل القانوني في الشأن الرياضي، وكان ذلك في (01 إبريل 2018) تحت عنوان (اتحاد الإعلام الرياضي والتطفل القانوني). واليوم، وأمام استمرار هذه الفوضى القانونية، أجد نفسي مضطرًّا للعودة للموضوع نفسه؛ لعل وعسى تجد قلوبًا مفتوحة وآذانًا مصغية لتنظيم وتقنين اختيار القانونيين في المنظومة الرياضية والمنابر الإعلامية، خاصة بعد ظهور جيل جديد من الشباب السعودي الذي يحمل الشهادة العلمية بالقانون الرياضي، ويتسلح بالثقافة القانونية، والمتابعة لمستجدات وتطورات اللوائح والأنظمة الرياضية، إذا كنا بالفعل جادين في تهيئة وتنمية رياضة سعودية، تكون متطورة ومتقدمة على الأصعدة كافة، لا يستغلها قانونيون وصوليون، ولا يشوهها قانونيون متعصبون!!