في مرحلة مواجهة الجائحة التي تجتاح العالم، المليئة بالتعقيدات والمؤثرات الآنية والبعيدة المدى، وفي ظل مرحلة التوعية والطمأنة والاستنهاض الجريئة والشجاعة، التي يقودها عاهل الوطن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو والملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، دائماً ما تكون النتائج تأتي بشكل سريع ومتواتر.
ليس أقلها ذلك التجاوب الوطني العارم مع كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي صدرت مؤخراً في كافة المسارات والاتجاهات، وتصب من أجل إيجاد بيئة مجتمعية حصينة وسليمة وصحية، تتجاوز أخطاء كثيرة تعرضنا إليها مؤخراً بشكل أو بآخر وكشفت حجم تحديات عديدة نواجهها بتخطيط استباقي وحزم، معتمدين على حائط شعبي صلب هو الاستناد الحقيقي الآمن في جميع الظروف الدقيقة والصعبة.
مرحلة التوعية والطمأنة والاستنهاض هذه، كشفت لنا أن المجتمعات بإرادتها فقط، وبعقولها وسواعد أبنائها هي من تحدد بوصلة الطموح، وهي القادرة على تجاوز التحديات مهما كانت صعوبتها، بمثل ما تُظْهر في الاتجاه المقابل عن نوعية القادة الأنموذج القادرة ليس على فقط اتخاذ القرار، ولكن أيضاً إدراك توقيته وأدواته النوعية بكل عمقها الصحي والسياسي وبالتوازي مع الأبعاد الاجتماعية والمعرفية والقيم الوطنية الراسخة في الأصول وتجارب الوعي الجمعي العام.
قد تكون هناك ربما عثرات بالنظر إلى أية تجربة، لكن العاقل من يتعلم من تجاربه في الظروف ويصقل خبراته في الأزمات، لذا علينا ونحن في خضم هذا المعترك الصحي المتلاحق أن نستشعر قوة الهدف وعمق التوجّه والرؤية التي سار إليها خادم الحرمين الشريفين في ظل متابعة سمو ولي العهد، بكل حنكة وشجاعة، وثبات ورقي وثقة بوطنه ونفسه ورجاله.
وما كل الإستراتيجيات في هذا الظرف الراهن الناتج عن تداعيات تفشي جائحة «كورونا» في العالم، التي تم إعلانها حتى الآن، إلا مشروعات واعدة لمرحلة بناء الغد استناداً إلى قدرات فائقة وأفكار موهوبة متواجدة معنا وتستحق أن تقف على قدميها لاستكمال محاور التصدي للتحديات والأزمات محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ولهذا كان وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) حديث العالم في التعامل مع الفيروس الوبائي وحتى الآن، ليس لمجرد فقط مسايرة التغيرات المبهرة، ولكن لأنه يقدم نموذجاً واعياً وعقلانياً يتصدى لكل التحديات والأزمات، ويمنح مناخاً مثالياً في الحماية المأمولة، ثابتة الجذور ومتنوعة الأهداف سياسياً وصحياً واقتصادياً واجتماعياً ومعنوياً أيضاً.. إضافة إلى أنه يقدم صورة جميلة وباهرة لما ينبغي أن نكون عليه، دولة ومواطناً.
ولهذا، فليس هناك غرابة أبداً، في أن تكون أولى الثمار عالمية هذه المرة، وبشهادة دولية، إذ صنّف تقرير مجموعة (Deep Knowledge Group)، أمس الاثنين، المملكة في المرتبة الـ17 عالمياً في ترتيب أكثر دول العالم أماناً من فيروس كورونا الجديد كوفيد-19، وذلك وفقاً لتقرير ضخم قوامه 250 صفحة كتبه جون كوزير ونشرته مجلس فوربس الأمريكية، واعتمد على 130 مؤشراً كمياً ونوعياً، وأكثر من 11.400 نقطة بيانات تتناول معايير مثل كفاءة الحجر الصحي والمراقبة والكشف والاستعداد الصحي والكفاءة الحكومية، وهو ما يعني أننا أمام نموذج صحي مستقر وواعد وآمن أيضاً بإذن الله تعالى.
كل هذا لم يأتِ -في الحقيقة- من فراغ، ولكنه ثمرة رؤية وإستراتيجية طويلة الزمن في مجال الصحة، تستوعب ما تفعله، وتبذل قصارى جهدها أن تحقق ما يحلم به كل مواطن على هذه الأرض في سبيل خدمته ورفاهيته ورغد عيشه وحمايته وضمان سلامته، وهذا وحده يكفي.
شكراً رموزنا الوطنية، نفخر بكم.