سعيد الجابر
مهما تغيّرت الموجة في الصحافة البعيدة عن الرصانة والمصداقية، نزيد في مملكتنا الحبيبة لُحمة وتماسكاً واعتزازاً بالقيادة والوطن، فلم تعُد تنطلي على العُقلاء خُزعبلاتهم، ويزداد بالتالي انكشاف محاولاتهم اليائسة لخلق البلبلة أو تأجيج الفتنة.
الذي حصل أن محاولاتهم فشلت وتآمرهم فشل من خلال الواشنطن بوست.. تريثوا قليلاً؛ والآن يتداركون فشلهم بالتدخّل في شئون الغير، بنشر الأكاذيب وتداولها على نطاق واسع من خلال وول ستريت جورنال الأمريكية.. هدفهم الوصول إلى الرأي العام والتأثير عليه «سلباً». فلم تنجح محاولاتهم ولن يصلوا لغاياتهم البائسة.
المتتبع لتاريخ وول ستريت جورنال يعي تماماً بُعدها عن مفهوم الصحافة الرصينة، وسرعان ما يستذكر فشلها في المصداقية حين سارعت بنقل أخبار تؤكّد وجود أسلحة دمار شامل في العراق قبيل الحرب عليه مطلع الألفية. على ما يبدو أن الجريدة كانت تبحث عن شركة علاقات عامة تنقذ شيخوختها من الهرم، ويظهر ذلك حين تداولت قبل عامين أخبار عن تورّط شركة استشارات واتصالات تتخذ من واشنطن العاصمة مقراً لها وتحمل اسم «سويتش كوميونيكيشن اند ميديا» التي أنشأها الناشط الإخواني عمر سلطان. الجريدة قالت في ذلك الحين إن «الوكالة» شنت حملة لانتقاد أيّ مستثمر أو رجل أعمال يشارك في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار «دافوس الصحراء» الذي تحتضنه الرياض.. ومن هناك بدأت العلاقة.
قد تكون العجوز وول ستريت جورنال «الباحثة عن الرصانة» مُنذ 1889 أطلقت على نفسها رصاصة الرحمة، حين باعت مصداقيتها مؤخراً لأخبار «مدفوعة الثمن». كانت الصحيفة الأمريكية تسعى لأي جدل تخلقه ولا يهمّها «الحقيقة»، فلم تجد باباً يُخرجها من ترهات تراجع مصداقيتها إلا أن تنشر من حين لآخر تقريراً مُصاغاً سلفاً حيال المملكة العربية السعودية.
لم تستطع الجريدة العجوز تسليط الضوء على تداعيات اعتراف إيران بتدمير الطائرة الأوكرانية. الصحافة الرصينة بالنسبة لها قد لا يهمّها مقتل المئات من البشر، فكل ما يهمّها أن تبقى على قيد الحياة، وتجمع الأموال من وكالات العلاقات العامة، حتى لو كان على حساب المصداقية والمهنية التي باتت تفتقدها.
على كل حال، السعودية قدرها أن تكون محور الاهتمام؛ لها أصدقاء ولها أعداء.. الأصدقاء ينعمون بخيرها ورغد العيش والأمان.. والأعداء مُنشغلون في التآمر عليها وبث الشائعات حول قيادتها وأمنها ومواطنيها، ظنّاً منهم أن ذلك مثار اهتمامنا أو قد نُعيره أذهاننا. مُختصر الكلام؛ «اللهم أشغلهم بنا، ولا تشغلنا بهم». فلدينا أولويات البناء والنماء وهم؛ «عساهم من هالحال وأردى»!