د.عبدالعزيز العمر
من المعيب أن يكون مجتمعنا المحلي منغمرا اليوم تماما في العلم وفي منتجاته وتطبيقاته الحياتية الواسعة، في الوقت الذي لا يزال فيه كثير من طلابنا (والمواطنين عموما) يفتقدون إلى الحد الأدنى من الوعي والمعرفة أو الثقافة العلمية التي تمكنهم من فهم ما يحيط بهم من ظواهر العلم ومنتجاته وتطبيقاته، وما يتعلق بها من قضايا مجتمعية وكونية جدلية معاصرة أصبحت تشكل جزءا من حياتهم اليومية. وهنا أود أن أشير إلى أن كثيرا من الدراسات المحلية كشفت عن ضعف وتردى مستوى الثقافة العلمية (التنور العلمي) عند طلابنا ومعلمينا.
الثقافة العلمية (كأحد أهم أهداف المنهج المدرسي) تكسب الطلاب وعياً بأبرز القضايا والمشكلات المعاصرة التي تكمن جذورها وحلولها في ما توصل إليه العلم من حقائق علمية ونظريات. خذ مثلا، لو تصفحت أي صحيفة يومية لما وجدتها تخلو من أخبار وقضايا بطلها العلم ومنجزاته. بل إن بعض افتتاحيات الصحف لا تخلو من الإشارة إلى قضايا ومشكلات علمية (مستوى تخصيب اليورانيوم في المفاعل الايراني، مثلا). ومن أمثلة الأخبار العلمية التي ترد عادة في الصحف السيارة: انتشار التلوث في البحار والقضاء على الكائنات البحرية (تسرب زيت من ناقلة نفط)، تغير الظواهر المناخية وتفسير أسبابها، أخبار تتعلق بالعقم وأسبابه وعلاجه، ثوران البراكين والفيضانات ومسبباتها، إطلاق مركبة فضائية، أخبار تتعلق بالاستنساخ. عندما لا يكون المواطن متنورا علميا فستبدو له مثل هذه الأخبار كالطلاسم.... ولعل أهم وأبرز سمات المواطن المثقف أو المتنور علميا تطبيقه المنهج العلمي لمعالجة أو فهم أي مشكلة، وهو ما يعوز بشدة الطالب والمواطن عموماً.