عمرو أبوالعطا
ابتداءً من اليوم الأحد 21 يونيو 2020م يفترض أن تتم العودة لأوضاع الحياة الطبيعية في جميع مناطق المملكة ومدنها إلى ما قبل فترة إجراءات منع التجول -فيما عدا مدينة مكة المكرمة- مع الالتزام التام بالتعليمات الصحية الوقائية والتباعد الاجتماعي، والحرص على المحافظة على حماية الفئات الأعلى خطراً من الإصابة بخاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة وأمراض تنفسية، فما شكل المملكة التي ستشرق عليها الشمس في اليوم التالي للإعلان عن إنهاء الحظر وعودتنا لحياتنا الطبيعية، مع وجود الفيروس الذي أرعب البشرية وجعل من نهارها قلق.. وليلها أرق؟
البداية من عند الإنسان نفسه الذي بلغ به الغرور والتكبر أن اعتبر نفسه سيد الكون، والمسيطر على الطبيعة، وجاء فيروس غير مرئي ليعيده إلى رشده من جديد، وليكسبه شيئاً من الاتضاع الذي تناساه، عله يعيد حساباته الأيكولوجية أول الأمر، قبل أن تثور الأمراض مرة جديدة وتسحقه وتمحقه إلى الأبد، لا يوجد شيء مثل أزمة لتذكرنا كم نحن محظوظون حقًّا، عندما ننشغل في الحياة اليومية والروتين العادي، نادرًا ما نفكر في امتيازاتنا وفرصنا، ومع ذلك، فإن احتمال حدوث أي نوع من الخسائر أثناء الأزمات هو أكثر من كافٍ ليعيدنا إلى ما هو جيد في حياتنا، قد لا تدرك مدى قوتك حتى تنجو من الأزمة، ويتطلب الأمر شجاعة وثباتًا ومثابرة للتغلب على الأوقات الصعبة، هذا لا يعني أنك لن تعاني من خيبة الأمل والخوف وعدم اليقين، ومع ذلك، بعد أن حفرت عميقًا، ستكتشف قوة داخلية وعزيمة غير متوقعة.
يتمتع البشر بالمرونة النفسية على نحوٍ ملحوظ، فقد عانى بعض الأفراد من مواقف وظروف حياة أسوأ بكثير مما يعتري البشرية الآن، على الرغم من صعوبة الوضع الآن بلا شك، ومع ذلك استطاعوا التغلب على الأمر والعودة إلى ما كانت عليه طبيعتهم السوية قبل مرورهم بالأزمة.
يجب علينا جميعاً أن نكون مستعدين للتعايش مع فيروس كورونا المستجد سواء كنا من الأشخاص القلقين من عودة النشاط مرة ثانية، أو من الغالبية العظمى التي استقبلت قرار العودة بالبهجة والامتنان، أو كنا من الذين قالوا استعجلنا أو ممن قالوا تأخرنا فهي كلها وجهات نظر ولكن يبقى الأهم هو كيف نتعايش مع الفيروس ونقلل انتشاره إلى أقل نسبة ممكنة، إن القلق غير المبرر يضعف المناعة ويؤدى إلى الإصابة بفيروس كورونا.
أصدر مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي وثيقة «وتستمر الحياة « بهدف استعراض كافة التعليمات اللازمة والخاصة بكل جانب من جوانب وأنشطة الحياة من أجل استعادة النمط الحياتي الطبيعي بشكلٍ آمن وفعّال. تشمل الوثيقة تعليمات الأمان والسلامة الخاصة بكل جانب من جوانب الحياة: اليومية، والعملية، والدراسية، والسياحية، والروحانية.
تشمل السلوكيات العامة للأمن والسلامة:
الاستمرار بأخذ إجراءات وقائية من الأمراض المعدية كسلوك حياة، مثل غسل اليدين وتعقيمهما وآداب العطس.
كما أكدت الوثيقة على أهمية العناية برفع مناعة الجسم للمساعدة في الوقاية من الأمراض السارية مثل: النوم لعدد ساعات كافية، وتناول الغذاء الصحي، وممارسة التمارين الرياضية اليومية. هذا بخلاف الاطلاع على كل جديد سواءً فيما يخص المرض أو الوقاية.
طلب المساعدة الطبية حال الشعور بأية أعراض مرضية أو تنفسية
كما شملت الوثيقة بعض التعليمات في شتّى مناحي الحياة كان أبرزها:
ارتداء الكمامة الطبية.
تجنب التزاحم.
ترك مسافة لا تقل عن مترين بين كل فرد وآخر.
فتح النوافذ والحرص على تجديد دخول الهواء.
تعقيم وتطهير الأسطح كثيرة اللمس.
عدم لمس الوجه قبل غسل اليدين وتعقيمهما.
تجنب التعامل بالعملات والنقود.
استخدام المعقم باستمرار.
طلب المساعدة الطبية عند الشعور بأعراض المرض أو علامات العدوى التنفسية.
وفيما يخص الحياة الدراسية والتعليمية تناولت الوثيقة أهم التعليمات الوقائية التي تكفل الأمن والسلامة. والتي تقع مسؤوليتها على كلا الجانبين: الإدارة والمسؤولين عن المدرسة، وأيضًا الطلبة والطالبات.
ففيما يخص المسؤولين والإداريين داخل المدرسة فيتعين عليهم اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية اللازمة مثل:
1 - توفير المعقمات والصابون في جميع الأماكن داخل المدرسة.
2 - تشجيع المرضى سواءً من طاقم التدريس أو الطلاب على البقاء في المنزل.
3 - وضع نظام يكفل حفظ المسافة بين المعلمين والطلاب أو بين الطلاب وبعضهم لمسافة لا تقل عن 2 متر.
4 - توفير الدعم للطلاب المشتبه بإصابتهم.
5 - تنظيم وقت الاستراحة والخروج الخاص بالطلاب.
6 - التقليل من التجمعات الطلابية.
ومن الممكن أن نتعلم كيف نتعايش مع فيروس كورونا نظراً لعدم ولصعوبة وجود علاج أو لقاح لمواجهة هذا الوباء وقد يكون هذا الوباء من الأوبئة التي تلازم حياتنا لفترة زمنية طويلة وقد نتعايش معه كما تعايشنا في الماضي مع كثير من الفيروسات كفيروس سارس وفيروس فلونزا الطيور وفيروس جنون البقر وفيروسات أخرى.
نحتاج إلى الهدوء النفسي وماذا نعني بالاستعداد النفسي والمرونة النفسية وهي القدرة على تغيير المواقف وتفسيرها بالاتجاه الإيجابي والابتعاد عن التفسيرات السلبية وهذه المهارة تتيح لنا التعامل بسهولة ويسر مع جميع الأزمات والمواقف الصعبة دون الحاجة إلى فترات طويلة من الزمن.
أما عن كيفية التحكم في مشاعر الخوف والتوتر الناجمين عن انتشار هذا الفيروس:
1 - محاولة تعلم مهارات وهوايات جديدة.
2 - المحافظة على الروتين اليومي مثل الاستيقاظ بموعده المحدد.
3 - أداء بعض المهمات المؤجلة.
4 - الوقوف على اللحظة الحالية وعدم التفكير في المستقبل الذي يتعلق بتطور هذا الفيروس.
5 - البعد عن مصادر التوتر والابتعاد عن الأشخاص السلبيين وعدم التواصل معهم.
6 - التقليل من التعرض إلى الأخبار السلبية التي تؤدي إلى زيادة التوتر.
7 - التعبير عن مشاعر الغضب أو الآلام النفسية والتحدث عنها لأن الكبت يؤدي إلى الأمراض النفسية المختلفة.