الرياض - الجزيرة:
هو أبغض حالة يمر بها أطفال المطلقين، وهي أبغض أيام يمر بها الزوج والزوجة عند قرار الانفصال، هذا (عموماً)، أما (خصوصاً) فاحتفال يقيمه رجل بمناسبة انفصاله عن امرأة لم يحبها يوماً، أو أقامته امرأة ابتهاجاً من خلاصها من زوج متسلط، ونقول في الحالتين (العمومية والخصوصية): الأطفال هم الضحية إن وجدوا.
اختلاف الطباع بين الزوجين، تطاول الزوج وتسلطه وهيمنته على الزوجة وعدم احترامها، اللجوء للتعنيف اللفظي والجسدي، الغيرة الزائدة التي تدخل في مرحلة الشك، تقصير الزوج في النفقة، استيلاء الزوج على راتب زوجته.. كلها أسباب أدت إلى ارتفاع نسبة الطلاق إلى 60% خلال السنة الأولى من الزواج عن السنوات الماضية في المملكة.
أوضحت دراسة أن نسب الطلاق في المملكة من أعلى النسب والمعدلات العالمية، وتقوم عدد من الجمعيات والنخب المثقفة والدينية بمحاولات لردم صدع الأسرة ومحاولة العمل على خفض تلك النسب، سواء من خلال تقديم النصائح أو الاستشارات أو دراسات الحالات وإيجاد حلول للأزواج وتدعوهم للأخذ بها لتحقيق ذلك الهدف. دراسة حديثة عن 6 حالات طلاق، في مقابل كل 16 حالة زواج في الساعة الواحدة، بمختلف مناطق المملكة.
ووفق الإحصائية الصادرة عن وزارة العدل السعودية، والتي تشمل شهر يونيو 2019، فقد شهدت محاكم المملكة 4434 حالة طلاق، بمعدل يفوق 147 حالة طلاق يوميًا.
ورغم أن الطلاق الآن شائع لدرجة أنه يتم التقليل من تأثيره المبالغ فيه على الأطفال، إلا أنهم يظلون أول ضحاياه، فحين ينفصل الأبوين ويعلنان هذا الانفصال للأطفال فإنها تبدو وكأنها نهاية العالم بالنسبة لهم، ولا شك أن كل طفل لوالدين مُطلقين تختلف لديه الطريقة التي يرى بها العالم بعد هذه التجربة المؤلمة وتترك بصماتها بشكل مباشر وغير مباشر في اللاوعي وتحدد شخصيته بعد البلوغ.
كيف نساعدهم على تخطي المرحلة والخروج من التجربة بأقل أضرار ممكنة؟ إليك أبرز نصائح المعالجين والمختصين النفسيين:
استخدام الصراحة والوضوح مع الأطفال عند إبلاغهم بفكرة الطلاق وأنها مطروحة على الطاولة، وإشراكهم من البداية دون الدخول في التفاصيل أو الأسباب، حتى لا يأتي الأمر كمفاجأة مُزلزلة لأمنهم.
يرغب الأطفال أن يتم إخبارهم بما يحدث وأيضاً إشراكهم قدر المستطاع في اتخاذ القرارات بشأن المكان الذي سيعيشون فيه. فتأقلمهم في مجتمعهم ومدارسهم يعتمد على توقيت التغيير ووتيرته ومدى استعدادهم.
عدم دفع الطفل لأخذ جانب أو الانحياز لأحد الوالدين ضد الآخر أو ما هو أسوأ من ذلك، عزل الطفل عن أحد الوالدين.
ضرورة اللجوء إلى المختصين لمساعدة الآباء والأمهات والأطفال أثناء الطلاق وبعده والبحث عن الاستشارة النفسية لتفادي الأضرار التي قد تعود على الأطفال بشكل سيئ.