إعداد - أحمد عزو:
إحدى أهم ميزات التعليم في عصرنا الرقمي هي التقنية في هذا المد التكنولوجي الذي لا بد منه لتحصل عملية التواصل بين الطرفين المتعلم والمعلم، وبخاصة أن العالم يمر بعوائق تجعل التعليم المباشر في فصول دراسية تقليدية أمراً صعب المنال في ظل كوفيد-19 وما فرضه هذا اللاعب غير المتوقع على الكرة الأرضية من أسوار عالية.
أدوات للمعلم والمتعلم
من أهم الأمور التي لا بد منها لإتمام العملية التعليمية الرقمية أن تتوافر البنية التكنولوجية المناسبة، ومنها: (جهاز حاسب آلي، ويفضل أن يكون متطوراً وحديثاً. شبكة عنكبوتية قوية وتعمل على مدار اليوم. أدوات تلحق بالحاسب الآلي، ومنها الكاميرا، والمايكروفون. جوال ذكي لسرعة التواصل بين المعلم والمتعلم. غرفة منفصلة للمتعلم أو المعلم إن أمكن). نشرت hotmart/BLOG تقريراً عن التعليم العصري وما يتطلبه هذا السوق الذي يتنامى يوماً بعد يوم:
سوق التعليم عن بعد
بحسب المجلة العالمية Forbes سيكون سوق التعليم عن بعد بحلول العام 2025 مسؤولاً عن توليد مبلغ 325 مليار دولار. وعلى الرغم من هذه الأرقام المرتفعة لا يبدو ذلك بعيداً عن الواقع. دراسة أخرى ومقال آخر كشف عن أن التعليم عن بعد هو أحد أشكال التعليم الذي يرسم مستقبل الإمارات في أيامنا هذه وغيرها الكثير من دول العالم العربي بكل تأكيد.
مثال آخر هو من المملكة العربية السعودية، من خلال إنشاء وزارة التعليم لمشروع: (برنامج التحول نحو التعليم الرقمي.. بوابة المستقبل)، أحد أهم برامج التحول الوطني 20-20 يهدف إلى تطبيق أفضل تقنيات التعليم الإلكتروني المتطور لإحداث نقلة نوعية في الحقل التعليمي وإعداد جيل مستعد للمستقبل بشكل أفضل.
ونلاحظ تزايد أعداد الطلاب الذين يقبلون على الدورات الحرة أونلاين والاستفادة من محتواها التعليمي وفوائدها من دون الخروج من المنزل. لكن لا يكفي فقط تزايد عدد الطلاب، بل يحتاج هذا الأمر إلى ميزانية، وتأقلم مع الوضع الراهن والاستفادة من الفرص القادمة التي تظهر في ميدان التعليم.
هل تود أن تصبح معلماً رقمياً؟
يقدم التعليم في العصر الرقمي فرصاً مختلفة لمَن يريد الدخول إلى هذه السوق الواسعة كمعلم، لكنه يحتاج إلى تنمية مهاراته في عدد من الأشياء المهمة، الشخصية والتقنية، بالإضافة إلى العلمية، ويعد توفر هذه الصفات أمراً مفيداً وله تأثير على عملية التعليم، وتوفرها يساعد الأستاذ كثيراً على تحقيق أهدافه وتقديم دروس مميزة.
1 - التأقلم والتكيف
تشكل القدرة على التأقلم والتكيف إحدى أهم المهارات التي يجب على مدرّس الإنترنت أن يتمتع بها؛ نظراً للسرعة التي تتغير فيها السوق، والمتطلبات والاحتياجات السائدة فيه، وحتى آراء الجمهور. لهذا السبب يجب على المدرّس أن يكون مستعداً للتكيف ويقدم الفائدة للطالب من خلال نموذج التعليم عن بعد.
2 - الصبر والتحمل
لا يمكننا اعتبار أن الطلاب مستعدون دوماً للإصغاء، أن يتمتع المدرّس بالصبر والتحمل يمثل أفضل طريق للطلاب والمدرسين في مثل هذه الأوقات. وأن تكون شخصاً صبوراً هو أمر ضروري ويجب أن يقترن ذلك بالعطف والتعاطف والتواضع وهذا هو الطريق الذي يوصلك بالفعل إلى أهدافك.
3 - الاستعداد
قد يبدو الأمر عادياً وبديهياً جداً أن نتحدث عن مهارة الاستعداد والتحضير الجيد للدرس، لكن هي نقطة يجب الانتباه إليها في الحقيقة، خصوصاً أنك تمر بمرحلة من التحول المهم، فمن الضروري أن تستعد ليس فقط من ناحية المحتوى الذي ستقدمه، بل أيضاً للتعامل مع المواقف غير المتوقعة، والتأقلم مع المحتويات والمواد التعليمية المقدمة بما ينسجم مع احتياجات الطلاب.
4 - التنمية والتطور
عادة مَن يسعى وراء الكورسات عن بعد يريد تطوير مهارات وصفات محددة. ولهذا يجب على المدرّس أو الاستاذ أن يركز على هذه النقطة جيداً، لكي يطور مهارات الطالب ويساعده على تحقيق ما يريد بالفعل. وهذا يعني أن يتعرف على المميزات التي ينفرد بها كل طالب من الطلاب في المجموعة، لكي يقدم له أسلوباً معيناً ومميزاً في التدريس بحيث يلبي طلباته. من الضروري على كل متعلم أو معلم يرغب في الدخول بهذا المجال من التعليم أن يكون عالماً بالمتطلبات الأساسية والحقائق والتحديات الحديثة، لكي يتمكن من الاندماج والإبداع، وبالتالي ستكون النتائج ناجحة بالنسبة للجهتين، المعلم والمتلقي، فالتعليم الرقمي قد يصبح من ضرورات الحياة في الأيام القادمة.