«الجزيرة الثقافية» - محمد هليل الرويلي:
أكّد الكاتب والشاعر «أحمد عائل فقيهي» أن الخروج من اللحظة التقليدية في المجتمع ما كان لينجح «مطلع الثمانينات» فيما بات يعرف (مشروع الحداثة) لو لم يصاحبه تصميم وإيمان حقيقي بأهمية تبني قضية التجديد والتنوير وتبني المشروع الحداثي على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي. وتجديد الخطاب الديني, بوصف أن الحداثة لم تكن مرتبطة بتجديد النص وتجديد النص الأدبي وحده (القصة, الرواية, الشعر, المقالة, الشعر..) إنما هي تجديد أوسع على المستوى لفكري. مضيفًا أن ذلك الخطاب - المصاحب للمرحلة - ظل يشغل الأدباء, والنقاد والشعراء. ما كان له بالغ التأثير والأثر في تغيير صورة الأدب في المملكة العربية السعودية. وقد أصدر الدكتور عبدالله الغذامي كتابه الشهير «الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية» مقدمًا أرضية لقراءات النص الأدبي على أسس نظرية مفتوحة الأبعاد والجذور في قراءة نتاج الشاعر السعودي «حمزة شحاتة» كان هذا الصدور بمثابة لحظة زمنية فارقة في تاريخ حركة النقد السعودي الأدبي ومن أخصب التجارب التي مرّت. كما أصدر «حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية» مسلطًا الضوء على إرهاصات الحداثة التي بلغت أوجها منتصف الثمانينات. تلك الفترة شهدت أبرز النقاد: الدكتور سعد البازعي والدكتور سعيد السريحي والدكتور ميجان الرويلي.
أدونيس الأكثر تأثيرًا
وقال الشاعر أحمد فقيهي إنه وغالبية مجايليه من الشعراء والمهتمين بالحركة الإبداعية تأثروا بما أسماهم آباء القصيدة العربية: أبونواس, أبوتمام, المتنبئ وغيرهم. وتجربة شعراء معروفين مثل الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري وأحمد شوقي.. وأكد أن تجربة الشاعر «أدونيس» الذي التقى به في بيروت أكثر تجربة حداثية أثرت به. وأشاد بالتجربة الجديدة للشاعر سميح قاسم والناقد الشاعر الدكتور عبدالعزيز مقالح, الذي كتب دراسة عن قصيدته «سواد مدجج بالتأويل» نشرها في مقدمة ديوانه المعنون بهذه القصيدة.
ونفى «فقيهي» أن يكون ديوان العرب (الشعر) قد تراجع أمام ما يسوق له منتجون ومسوقون (الرواية) وهي مقولة لجابر عصفور كتبها في أحد مقالاته الافتتاحية لمجلة فصول «أن الزمن زمن الرواية أو عصر الرواية» برأيي الشخصي, الشعر لم يتراجع، بل العكس. كما أن الأجناس الأدبية كلها تتجاور: القصة, الرواية, الشعر, الدراسة النقدية, الفلسفية, الفكرية.. ومؤخرًا بدأت تأخذ حضورها «الفلسفة» في المشهد المحلي.
صراع العمق والسطح
وأوضح «فقيهي» إن محصلة الصراع بين العمق والسطح, وما اعتلى السطح من أصوات تتصدر «الإعلام الجديد» عبر شبكات التواصل, لا يملكون اللغة ولا الثقافة ولا المعرفة, إذ إن ذلك في بطون الكتب ما جعلهم يطفون على السطح في هذه المواقع والشبكات, وبالأخير: ما ينفع الناس سوف يبقى والمعرفة هي من سينتصر في هذا الصراع.
وفي إجابته على سؤال الثقافية حول أعماله الأدبية المقبلة قال الشاعر أحمد فقيهي سلّمت عملين الأول بعنوان «الممكن والمستحيل: مسافر بين جيمين» قدم له عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير صحيفة عكاظ - سابقًا- الدكتور هاشم عبده هاشم, ويتناول الكتاب جوانب من محطات قضيتها بين «جدة وجازان» فيما يحمل الإصدار الآخر عنوان «سماء بعيدة وضوء شحيح» قدم له وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء - سابقًا - الدكتور مدني علاقي.