عَوَّدْتُ سَمْعِي على صَوْتِ التّراتيلِ
وصُنْتُهُ عنْ هَزيلاتِ الأباطيلِ
أرْقَى إلى صَهَواتٍ نِلْتُها دَأباً
مُرَدِّداً وِرْدَ تَسْبيحي وتَهْليلي
تُنِيرُ دَرْبِيَ آياتٍ أُردِّدُها
وبُلّغتْ من أمين الوحي جِبْريلِ
وأسْتَقيمُ على هَدْيٍ وتَبْصِرةٍ
وأقْتَفي عِلْمَ تَجْريحٍ وتَعْديلِ
1
أخْتارُ ما يَرْتَقي عِلْماً ومَعْرِفَةً
وأنْتَقِي ما تَسامَى مِنْ مَواويلي
أُصْغي بِشَوْقٍ إلى مَعْزوفةٍ صَدَحَتْ
وأقْطِفُ الضَّوءَ مِنْ بَوحِ القَناديلِ
أُلِمْلِمُ الزّهْرَ مِنْ أغْصانِهِ فَرِحاً
وأنْظُمُ الفُلَّ في عِقْدِ الأكاليلِ
وأرْسُمُ الآهَ في تَلْويحِ سُنْبُلَةٍ
وأهْتَدي بابْتِساماتِ المَحاصيلِ
أطُوفُ فوقَ سَحابٍ سارَ في غَسَقٍ
يُداعِبُ الغِيدَ في هَمْسٍ وتَدْليلِ
2
وأَنْتَشي طَرباً إنْ بَسْمَةٌ هَطَلَتْ
تُغْري الهُيامَى إلى ضَمٍّ وتَقْبيلِ
ورُحْتُ أشْدو على أنْغامِ فاتِنَةٍ
فاسْتَعْبَرَ الشَّوْقُ في نَبض الأقاويلِ
ليت التي أزْهَرَتْ دُنْيايَ تُرْجِعُها
فَيَرْتَوي القلْبُ منْ عَلٍّ وتَنْويلِ
** **
- عبد القادر بن عبد الحي كمال