هتفَ الفؤادُ بذكرِهِ عند السّرى
باتَ المُحِبّ لمن أحبّ مُسيّرا
أحببتُهُ وعشقتُهُ حتى غدا
دمِيَ الذي لولا هواهُ لما جرى
ما جاءَ مثلُ جمالِهِ وكمالِهِ
في العالمين وما رأيتُ ولن أرى
إن كان يوسُفُ آيةً بجمالِهِ
فجمالُهُ أصلُ الجمالِ على الورى
حازَ الصفاتِ المُعجزاتِ كأنَّما
قد خصَّهُ الباري بها فَتَخيّرا
من طُهرِهِ طُهرُ النفوسِ جميعِها
والسّوءُ لا يرقى اليهِ ولا طرا
هو من تضَوَّعَ بالكمالِ مُعَطَّراً
فشمِيمُهُ مِسكٌ يُمازِجُ عنبَرا
لاعَيبَ فيهِ ولا الخَطِيئةُ دأبُهُ
قد كانَ معصُوماً وكانَ مؤزَّرا
ولئِن تغَشَّتهُ المكارهُ عُنوةً
فلقد سما بإلهِهِ فوقََ الذّرا
حتى اعتلى بالحقِّ واحتفَلت بِهِ
أُمَمٌ تَئنُ وكلّ قلبٍ كبرا
فتحَ الإلهُ لَهُ المَواطِنَ واعتلى
دينُ المُهَيمنِ في المَدَائنِ والقُرى
وتَنَوّرَت بِشُمُوسِهِ الدّنيا وقد
أضحى سنا الإسلامِ فجراً أنورا
يا سَيِّدَ الإنسانِ قاطِبَةً ويا
عَوناً لمن أمسى ضَعِيفاً مُقتِرا
هذا النبيّ المصطفى بِصَفَائهِ
صلّى عليهِ اللهُ طاب منضرا
هذا محمَّدُ لا يُمَاثِلُ فضلَه
فضلٌ سوى من شاءَ بل من قدَّرا
وهو النبيُّ أتى لكل العالمينَ
هو الرحيمُ هو الرؤوفُ المُقتَرَى
شفِّعهُ يا مولاي فينا أنت من
أعطَ الشَّفَاعةَ للنبيّ بما ترى
ولتسقِ من كلتا يديه ظِماءنا
من نهرِ كوثرِهِ فمن شرِبَ ابترى
يا ربّ صلَّ على الرسولِ وآلِهِ
قَدرَ الخلائقِ في الغيوبِ وما ذرا
** **
شعر: د. عبدالله بن محمد باشراحيل