«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
قدم العديد من الأندية الأدبية الثقافية في المملكة خلال الشهرين الماضيين العديد من الفعاليات «الافتراضية» تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة جائحة وباء كورونا المستجد؛ إذ تضمنت الفعاليات ندوات مرئية، ومسابقات إبداعية، نفَّذها عدد الأندية. وأكد في هذا السياق لـ»المجلة الثقافية» رئيس مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي عط الله الجعيد أن النادي خلال فترة الحجر المنزلي قدَّم العديد من المبادرات الافتراضية، التي كان من ضمنها «المؤلف السخي»، بالتعاون مع (جماعة فرقد الإبداعية)، مشيرًا إلى أن النادي استغل فترة الحجر للتركيز على تنفيذ عدد من المبادرات، منها ما يتصل بنشاط النادي في جانب المطبوعات التي سيصدرها خلال الفترة المقبلة.
أما عن شروع الأندية في مناشط افتراضية، ومدى انعكاساتها مستقبلاً على الفعاليات البرامجية للأندية الأدبية، وعما يمكن توقعه من نجاح لها تبعًا لهذه التجارب التي أقامت فعاليات «افتراضية» ضمن برامج الأندية الأدبية، فقال الجعيد: كانت تجربة جديدة أن تقدم الأندية فعاليات منبرية من ندوات وأمسيات عبر برامج مرئية من خلال شبكة الإنترنت، ومع أن توظيف هذا الشكل الإلكتروني من التواصل مع الجمهور ليس بجديد على المؤسسات الثقافية، التي كانت تبث عبرها بالكلمة والصورة ما تقيمه من فعاليات، كالبث المباشر - مثلاً -، فإذا ما تحدثنا عن نجاحها فهي بالتأكيد نجحت، ومن ثم فهي ناجحة أيضًا مستقبليًّا، لكن لا يمكن أن يكون نجاح الافتراض في إقامة المناشط الثقافية بمستوى الحضور الفعلي للمناسبات الثقافية.
ومضى الجعيد في سياق المقارنة بين المسارين (الواقعي/ الافتراضي) قائلاً: إلى جانب ما يمنحه الحضور للفعاليات الثقافية من قيمة وسمات اتصالية لا يمكن أن يحل الافتراضي بديلاً لها، خاصة ما يصحب حضور الفعاليات من التقاء المثقفين، وما يدور من حوارات وتثاقف يأتي إلى جانب تلك الفعاليات؛ لذلك يبقى التواصل مكملاً للحضور الفعلي، وموازيًا له، لا بديلاً عنه؛ لذلك يظل للانتقال إلى المؤسسة الثقافية، وما تضمه، وما تقيمه من مناشط منبرية وأخرى مصاحبة لها من عرض كتب ومعارض، ذات قيم إضافية، لا يمكن أن تكون بالحضور ذاته والتفاعل نفسه معها عن بُعد؛ ما يجعل الفارق لصالح لحضور الواقعي وبفارق كبير مقارنة بالافتراضي.