«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
أكد المؤرخ والباحث في التراث، الأكاديمي الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، خلال حديثه لـ»المجلة الثقافية»، أنه يشتغل هذه الأيام على العديد من مشاريعه البحثية، التي يأتي في مقدمتها الشروع في جمع أكثر من (60) بحثًا علميًّا، نشرت في مجلات محلية وعربية مُحكمة في مجالات التاريخ والتراث. مشيرًا إلى أنها ستتطلب جهدًا آخر لتصنيفها، ومن ثم تبويبها في مجموعة من الإصدارات، تنضم إلى ما ألّفه من كتب خلال مسيرته العلمية والبحثية الميدانية، إلى جانب الأوراق العلمية التي شارك بها الزيلعي في ندوات منبرية، ومؤتمرات علمية داخل المملكة وخارجها.
وقال الزيلعي: يزاحم هذا المشروع العديد من المهام الإدارية، والأخرى الموسوعية، التي يأتي منها «موسوعة جدة»، إضافة إلى ما يتطلبه نشاط (جمعية التأريخ والآثار بدول مجلس التعاون) من جهد كبير؛ إذ وصلنا بالمجلد العشرين ضمن إصدارات الجمعية إلى أن يكون هذه الأيام في طور الطباعة، إلى جانب مجلة الجمعية (مجلة الخليج للتاريخ والآثار) التي أرأس تحريرها؛ إذ أصدرنا مؤخرًا العدد الخامس عشر منها، التي تعد إحدى المجلات النوعية التي تصدر عربيًّا في مجال التاريخ والآثار؛ ما جعلها تتطلب جهدًا كبيرًا، يزيد من عمق محتواها، وجديد ما تقدمه من عدد إلى آخر.
أما عن تعليق الزيلعي على ظاهرة ما هو شائع في شبكات التواصل الاجتماعي من محتوى يبثه غير المختصين في التاريخ والآثار للمواقع التاريخية والآثارية في المملكة، التي لا يتجاوز معظمها سوى «مرور الكرام بكاميرا جوال»، فقال: هذه من الظواهر الخطيرة على الإرث التاريخي والآثاري؛ إذ لا يمكن بأي حال أن نجد من يضع نفسه مؤرخًا أو ينصب نفسه آثاريًّا، ولا يمكن قبوله في أي علم من العلوم، فبأي إعداد منهجي بحثي، وعلى أي معرفة يمكن أن نقبلها منطلقًا له؟ فكيف يمكن لأولئك الإلمام بالمعطيات والعوامل التي تحيط بذاكرة المكان؟ وما العوالم التي يخفيها معالم الآثار وملامحها؟ لذلك تجد المتخصصين في تخصصات دقيقة ضمن مسارات التاريخ والآثار يلجؤون إلى الكثير من الأدوات والمقارنات التي تظل معها بعض التساؤلات مفتوحة أمام مزيد من البحث العلمي، والتنقيب الآثاري؛ ما جعل من غير المختصين يجازفون بذاكرة المكان بدءًا بالأخطاء الفادحة في الإسناد الزمني، وفي تصنيف الخطوط أو الرسوم؛ ما يجعل المختص عند قراءة أو مشاهدة محتوى من هذا النوع لا يملك إلا أن يضحك لا إراديًّا! فشر البلية ما أضحك!