الرياض - الترجمة:
بشرت منظمة الصحة العالمية بـ»أخبار عظيمة» بشأن النتائج الأولية لتجارب سريرية أظهرت أن علاجا ستيرويديا اسمه «ديكساميثازون» قادر على إنقاذ أرواح من يعانون إصابات شديدة من عدوى كوفيد- 19 الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وقال مدير عام المنظمة، آدانوم تيدروس غيبرييسوس، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء: إن «هذا أول علاج يظهر خفضا في وفاة مرضى كوفيد-19 الذين تتطلب حالتهم الأكسجين أو دعم جهاز التنفس الاصطناعي».
وأضاف «هذه أخبار عظيمة، وأبارك لحكومة المملكة المتحدة وجامعة أوكسفورد، والمستشفيات العديدة والمرضى في المملكة المتحدة الذين ساهموا في هذا الاختراق العلمي المنقذ للحياة».
وبينما شارك الباحثون رؤاهم المبدئية بشأن نتائج التجارب مع المنظمة، قال غيبرييسوس «نتطلع قدما إلى تحليل البيانات الكامل في الأيام القادمة».
وأضاف البيان أن منظمة الصحة العالمية «ستنسق التحليل البعدي (للنتائج) لتعزيز فهمنا العام لهذا (الشأن). وسيتم تحديث إرشادات المنظمة السريرية لتعكس كيف ومتى يجب استخدام العقار مع كوفيد- 19».
وقد وصف علماء العقار بأنه «اختراق علمي كبير»، بالنظر للمحنة التي يعيشها العالم منذ أشهر، وعجزه في الحد من الوباء.
وتسبب وباء كورونا في وفاة ما لا يقل عن 443 ألف شخص، من بين أكثر من ثمانية ملايين أصيبوا بعدوى الفيروس التنفسي حول العالم.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاكتشاف بأنه «إنجاز علمي بريطاني رائع»، مضيفا «لقد اتخذنا خطوات لضمان أن لدينا ما يكفي من الإمدادات، حتى في حالة ذروة موجة ثانية» من الوباء.
ديكساميثازون هو عبارة عن عقار شائع الاستخدام لتخفيف الالتهابات. أظهرت التجارب أن له قدرة على خفض حالات الوفاة بين مرضى كورونا ذوي الحالات الحرجة بنحو الثلث.
ويقول فريق من الباحثين البريطانيين من جامعة أوكسفورد إن العقار أنقذ حتى الآن ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص في بريطانيا.
الدواء متوافر وسعره زهيد، فثمن قرصه لا يتعدى أربعة دولارات. وعشرة أقراص تكفي لعلاج المريض.
لذلك يتوقع أن يحدث العقار ثورة في علاج كورونا، خصوصا في الدول الفقيرة مثل الهند التي تكافح من أجل القضاء على الوباء.
يتكون ديكساميثازون من جرعات صغيرة من الكورتيكو ستيرويد وهي هرومونات يفرزها جسم الإنسان بشكل طبيعي من خلال الغدة الكظرية (adrenal glands).
وتعمل هذه الهرومونات على تقليل الالتهابات من خلال تغيير استجابة الجهاز المناعي، ومنع انتقال كريات الدم البيضاء إلى المناطق المصابة بالعدوى.
والمعروف أن معظم ضحايا كورونا يلقون حتفهم بحالة التهابية قوية تسمى عاصفة سيتوكين، يهاجم خلالها الجهاز المناعي أنسجة الجسم وأعضاءه، بسبب الانتشار الواسع للفيروس في الجسم.
وللاستيرويد مجموعة واسعة من التأثيرات، بما في ذلك التمثيل الغذائي والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
ومن أعراض الدواء الجانبية، الشعور بالجوع ورفع نسبة السكر في الدم والأرق وتورم في الكاحل والقدم بسبب احتباس السوائل.
ويستخدم عقار ديكساميثازون منذ الستينيات لتقليل الالتهاب في مجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك التهاب المفاصل والربو، وحتى السرطان.
ويتم إعطاء الدواء عن طريق الوريد لمرضى العناية المركزة، وفي شكل أقراص للمرضى الأقل خطورة.
ولا بد أن يتم تناول ديكساميثازون عبر استشارة الطبيب. مع التنويه إلى أنه لم يظهر نتائج فاعلة في الأشخاص الذي يعانون من أعراض خفيفة بكورونا ولا يحتاجون إلى مساعدة في التنفس.
وقال آنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن من المرجح قريبا أن تراجع لجنة الخبراء المعنية بتقديم توصيات علاج كورونا، إرشاداتها، في ضوء الدراسة البريطانية الخاصة بديكساميثازون.