الحجر المنزلي الذي مر بسبب جائحة كورونا أعاد للكثير بعض التصرفات وعودة الألعاب الجماعية القديمة، ومن ضمنها لعبة الكيرم، حيث تم الإقبال عليها وتضاعفت أسعارها مع ندرتها في السوق لقيمتها في الترفيه وقضاء الوقت مع العائلة، ومع بدء تخفيف ساعات الحظر والعودة التدريجية للحياة الطبيعية قد نشهد موجة من بيع طاولات الكيرم، وقد ينطبق عليها المثل القديم (بياع الخبل عباته) وهي تطلق عندما يفرط الإنسان في شيء، ومن ثم يحتاجه بعد أن تخلص منه، وهي عادة نقع فيها جميعاً عند التخلص من أشخاص أو أشياء في حياتنا نكتشف بعد فوات الأوان أنها ضرورية، ونحن بحاجتها ولها قيمة حقيقية وأننا تسرعنا بالتخلص منها أو بيعها، فلنتأكد بشكل مستمر لكل شيء له علاقة في حياتنا حتى لا يصيبنا الندم ونتصف كبائع عباءته.
- لذا لنحرص على ألا ينطبق عليه المثل بالتخلي عن أصدقائنا الحقيقيين وإبدالهم بمزيفين، ونتصف ببياع الخبل أصدقاءه وعند محاولة استرجاعهم يكون قد فات الفوت وعندها لا ينفع الصوت.
- كما لا بد من حفظ ألسنتنا بعدم إطلاق الأحكام والكلمات والعبارات والقصص والتعليق على ما لا نفهم به أو نحيط به علما ونتصف ببياع الخبل لسانه مع أننا لا نستطيع وقف تداول أو نقل ما قلناه أو غردنا به، ولنتذكر إذا قلت الكلمة أو كتبتها فقد سجلت عليك ولن تستطيع محوها.
- ولنمارس الرياضة ولو بالحد الأدنى ولنحرص على غذاء صحي متوازن بين الفترة والأخرى حتى تصبح عادتنا صحية ولا نصبح بياع الخبل صحته ونندم ساعة لا ينفع ولايجدي الندم.
- ولنحاول قدر المستطاع أن نكون عادلين مع الآخرين ونوفيهم حقوقهم ومتسامحين وسمحين في البيع والشراء وقضاء حوائج الناس، ونحرص على العدل والخير والعطاء والمساعدة والفزعة وجبر الخواطر إلى صالحنا حتى لا نكون بياع الخبل سماحته
وجاءت جائحة كورونا في عالمنا لنعيد حساباتنا، ونقيم كل ما قمنا ونقوم به ونراجع سلوكياتنا ومراقبتها وتحديثها والإكثارمن كل إيجابي يرفنا إلى من يتصف بالمحافظة على عباءته ولا يغتر بالتغييرات الطفيفة في حياته، ونكون عند حسن ظن أصحابنا وأصدقائنا ومعارفنا وأهلنا، ولنعلم أن لقب الخبل من أسهل وأسرع الألقاب التي يمكن أن نحصل عليها ويتذكرها الناس عنا ولا تتطلب سوى الحماقة في القول والفعل.. فقرر من تريد أن تكون هل ترغب بيع عباءتك بما فيها من قيم ومبادئ وأخلاق ومثل وأفعال .... إلخ، بثمن بخس أم أنها غير قابلة للبيع بل ثمينة وتحرص على صيانتها والعناية بها وتطويرها إلى الأفضل مع ترميم وإصلاح ما يفسد منها وتقوية جوانب أخرى في حياتنا لتغطي علي أي نقص أو عيب آخر وكما يقال الكرم يغطي كل العيوب كذلك بعض الصفات والفزعات والمواقف الإيجابية تغطي على بعض النواقص في بعض الصفات والسلوكيات، ونردد دوماً بأن الكمال لله وحده وهي من الصفات الصعبة على البشر، ولكن كما يقال ما لا يدرك كله لا يترك جله، ولنكن أضعف الإيمان ميزان الإيجابيات أكثر، جعلنا الله وإياكم من المحافظين على ما نملك من عباءات مع تزويدها وتعدد ألوانها ونصلح أولاً بأول ما يتلف منها.