د.شريف بن محمد الأتربي
عندما بدأ الحديث عن فيروس كورونا قبل أكثر من أربعة أشهر كنت أراه أمرًا عاديًا سيمر كما مر ما قبله من تسريبات حول فيروسات كان هدف مطلقيها ماديًا بحتًا، حيث تم الترويج للفيروس والعلاج في نفس الوقت، فحدث ولا حرج عن إنفلونزا الطيور، والخنازير، وو.... وكل هذه الجائحات جاءت وذهبت بلا أي سبب معلوم وما زال بعض الناس يحتفظ بالعلاجات التي اشتراها وخزنها لديه منذ ذلك الوقت حزينًا على ما دفعه فيها.
ومع مرور الوقت تصاعدت وتيرة الاهتمام بالفيروس محليًا وعالميًا، لتسارع الدول إلى اتخاذ إجراءات شديدة الوطأة عليها وعلى اقتصادها وهناك من استثمر في صحة المواطن مثل المملكة العربية السعودية، وهناك من اعتبر الاقتصاد أهم من المواطن فلم يتحمل هذه الإجراءات أو لم يطبقها وعاد إلى سيرته الأولى مضحيًا بآلاف من البشر مقابل المال.
وعلى الرغم من اتخاذي لكل الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الدولة حفظها الله إلا أنني فجأة وجدت نفسي مصابًا بأعراض الكورونا، أعاني من ألم شديد في العظام والمفاصل، فاقدًا حاسة الشم والتذوق، حرارة داخلية شديدة جدًا وإن لم تتجاوز الثامنة والثلاثين على الترمومتر، لا أشعر بالراحة في أي وضع كان، آلام رهيبة في الجسد كله، حيًا وكأني غير حي، وكلما زادت الأعراض أتذكر التعليمات التي تطلقها الدولة للجميع واستغرب ممن يستهينون بها ويضربون بها عرض الحائط، يتجمعون بلا أي هدف سوى التجمع ومحاولة إثبات أنهم أقوى من التعليمات ومن المرض، يعرضون أنفسهم ومن حولهم لخطر الإصابة وتفشي الفيروس في المجتمع مما يهدد قدرة وزارة الصحة من مستشفيات ومستوصفات سواء حكومية أو خاصة على تحمل كل هذه الضغوط الناتجة عن الاستهتار واللا مبالاة، بل المصيبة أنهم بمجرد الشعور بأي أعراض يسارعون إلى المستشفيات وعندما يتأخر التعامل معهم نتيجة الضغوط تجدهم يسارعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي ينتقدون المؤسسة الصحية بل وينتقدون الدولة، فعلاً إذا لم تستح فأفعل ما شئت.
إن هذه الكلمات ليست للمزايدة مني ولا للتعاطف بقدر ما هي تحذير لهؤلاء: لن تتحمل آلام ساعة واحدة فالتزم الحذر ولا تضرب بالتعليمات عرض الحائط وخذ حذرك فالألم لن يضرب أحدًا سواك.
اللهم أرفع عنا الوباء وعن كافة بلاد المسلمين.