فهد بن جليد
تحدثنا - بالأمس- عن سهولة الحياة في المنطقة الخليجية لشريحة الشبان خصوصاً، باعتبارهم (المكون الأكبر) للمجتمع، وكيف أنَّ الاقتصاد الخليجي ظل قوياً -بحمد الله- رغم تأثيرات جائحة كورونا، التي أثرت في الاقتصادات العالمية، بل وألقت بظلالها على خطط الزواج في ثقافات عربية وأجنبية أخرى، يتشارك فيها الطرفان لتكوين مؤسسة الزواج، فالفتاة مثل الشاب تماماً تتبع خطوات وتحديات وظروف (زوج المستقبل) المعيشية والحياتية، وتكابد معه من أجل الوصول إلى نقطة الصفر والعيش سوياً تحت سقف واحد، وهو الأمر الذي لا نُشاهده غالباً في الثقافة الخليجية التي يتقدَّم فيها العريس جاهزاً لعروسه، الأمر الذي ربما له تأثيره في سهولة الطلاق والانفصال مع أول صعوبات وتحديات تواجه المؤسسة الزوجية.
لنتأمل المشهد ونتخيله جدلاً، كيف سيكون لو افترضنا الطلب في الحالات الطبيعية من (الفتاة الخليجية) مُساعدة عريس المُستقبل وتحمّل المسؤولية معه بجمع المهر، وتتبع خطوات الإعداد والتجهيز، وتشارك الضغوطات المالية والاجتماعية والتحديات معاً، كثقافة مجتمعية تنشط ويتم تقبلها، على أن يواجه الشاب الخليجي كذلك هذه التجربة وحده تماماً، دون مُساعدة (لا مالية ولا عانية) لا من الأهل، ولا من الأقارب، ولا من الأصدقاء، كيف ستكون النظرة لمؤسسة الزواج وأهميتها؟ وهل سيتم التفريط فيها بسهولة؟ أم سيتحمّل الجميع المُنغصات والشدائد بصبر ومسؤولية؟ طبعاً ما سبق فرضية جدلية، وليست دعوة أو مُقترح.
النتيجة التي ستتوصل إليها بنفسك من الفرضية السابقة، يمكنك من خلالها قياس موضوعات اجتماعية واقتصادية أخرى لشبان الخليج، مثل (شراء نوعية معينة من السيارات، طريقة العيش في المنزل، السفر للسياحة والمتعة، المصاريف الشخصية للمطاعم والمقاهي والملابس ... إلخ)، وربما حتى النظرة باحترام للمجتمعات الأخرى وتحدياتها المعيشية والاقتصادية، فهل نحن نتعامل مع مُختلف مناحي ومنعطفات حياتنا على طريقة.. (العريس الجاهز)؟
وعلى دروب الخير نلتقي.