د.عبدالعزيز الجار الله
لا أحد يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الخلف، كما أنه لا أحد يقدر أن يوقف الزمن، عودة الأمبراطوريات توقف منذ العصور الوسطى، واستمر بعضها مثل الدولة العثمانية إلى العصر الحديث وليس العصر المعاصر:
- انتهت أمبراطورية الدولة العثمانية في تركيا في الربع الأول من القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى.
- انتهت الأمبراطورية الساسانية الفارسية في إيران الحالية في الربع الأول من القرن السابع الميلادي على أيدي الجيوش العربية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الحلم الذي يحمله أوردغان الرئيس التركي في عودة الخلافة والزعامة التركية، هي من الأحلام التي ستدفع تركيا الحديثة ثمنها غالياً، لأنه يحضر أوردغان لخوض أربعة حروب في وقت واحد هي:
- دخول القوات التركية الحرب في سورية.
- دخول تركيا جيشها وسلاحها في ليبيا.
- حروب شرقي تركيا ضد الأكراد.
- حرب النفط والغاز في شرقي المتوسط.
أمريكا وهي أقوى جيوش العالم عندما قررت احتلال العراق عام 2003م أوقفت جميع أعمال التصعيد العسكري حول العالم لحين إتمام احتلالها للعراق وانسحبت عام 2011 وقد تدرجت في الانسحاب من عام 2007م، فهل الحلم التركي العثماني قادر على حروب قاسية في الجبهات الأربع وهل الجغرافيا من حولهما قطع من الجن وزبد بحر!!.
إيران لديها أكثر من حلم:
- أقدمها عودة الأمبراطورية الفارسية، أو عودة التجمع الفارسي الذي أذيب في دول عديدة.
- حلم عودتها إلى الشرطي القوي في الخليج العربي.
- اعتراف العالم لها بزعامتها لشيعة العالم، والمسؤولة سياسياً عن الأقليات في الوطن العربي.
- النفوذ السياسي على شواطئ الخليج العربي الشرقية والغربية.
هذه الأحلام ستغرق في مياه مرمرة التركية، وبحر قزوين الإيراني، أو تتحطم على جبال زاجروس الإيرانية، وجبال أرارات الشرقية أعلى جبال تركيا، أو تذيب أحلامهما في هضبة فارس الوسطى، أو هضبة الأناضول التركية، فلا العالم من حولهما دول كرتونية، ولا الشعوب بالشرق الأوسط سكان من ورق.