د. فواز كاسب
يقف العالم جميعًا بدوله ومنظماته على درجات وعتبات مختلفة من الاستعدادات لاحتواء والسيطرة فايروس كورونا الجديد المسبب لمرض كوفيد 19 الذي ضرب بقوة رياحه مصالح الدول أجمع في جميع مختلف الأقاليم والقارات، حيث كان له التأثير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي مما جعل هناك خوفاً وقلقاً لبعض المجتمعات وانعكس على سلوكيات بعض سكان الدول وهذا شيء طبيعي في مثل هذه الظروف والأزمات وأيضًا له تأثير وإفرازات على أبعاد أمنية الأمن النفسي والمجتمعي والصحي سلبية، حيث كان له أضرار على المستوى الاقتصادي والمستوى الاجتماعي والسياسي، حيث تضرّرت وتعطّلت حركة الصناعة الإنتاجية وخلقت الأزمة فجوات اجتماعية من خلال الحظر تسببت بالكساد الاجتماعي والذي انعكس بأضراره الصحية على كبار السن أو من كان لديهم بعض السلوكيات المرضية.
وفي البعد السياسي هناك مؤشرات من خلال الخطاب السياسي توحي بتحول دولي جديد وذلك من خلال التوتر السياسي القائم بين الولايات المتحدة والتي تعتبر من الدول المتضررة من هذه الجائحة تجاه الصين والتي هي في خانة المتهم بقصد أو بدون قصد لنشر هذا الفايروس، والمملكة العربية السعودية واحدة من ضمن دول العالم التي كان لها حضور مميز في إدارة المعركة للاحتواء، فمنذ بداية الانتشار ظهر الإدراك السياسي للقيادة الحكيمة بسياسات خارجية وداخلية لتعكس التعاون الدولي المستمر لاحتواء هذا الفايروس، حيث كانت سياسة المملكة الخارجية التعاون الدولي والتعاون المستمر مع منظمة العالمية للصحة وأيضًا السياسات الداخلية والتي -ولله الحمد - نجحت المملكة من خلال السياسات الأمنية والصحية والاجتماعية.
وإستراتيجية المملكة الوطنية تقوم على ثلاثة محاور: محور الاحتواء ومحور التأخير ومحور التعافي ومن ضمن المؤشرات التي تبشّر بخير من خلال الأرقام ومن خلال المؤشرات الاجتماعية التي تعكس أيضًا الوعي الذي وصل له المواطن السعودي بالتعاون مع وزارة الصحة والوزارات المعنية لمكافحة هذا الفايروس، حيث كان لكلمة الملك سلمان -حفظه الله- منطلق إلى التعاون المشترك والثقة المتبادلة بين القيادة والمواطن ودافع من ضمن الدوافع التي وضحت سياسة المملكة ليس فقط داخل المملكة وإنما خارجها وعملت نوعًا من الاعتزاز والثقة للمواطن بالمستوى للجانب الأمني والصحي، ومن خلال هذه القرارات التي أُصدرت بالتدريج لرفع الحظر مؤشر إلى الوعي الصحي، حيث يجب أن يستمر الوعي الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية التي يجب أن تكون حاضرة في ومستمرة في جميع الاجتماعات وأيضًا في جميع الدوائر الحكومية والقطاع الخاص، لأن هذا أيضًا سوف يساعد في التباعد والتعافي من هذا الفايروس، وبهذه القرارات التي تصب في صالح المواطن وأيضاً تحفّز المسؤولية الاجتماعية والوعي الاجتماعي والوعي الصحي بأن تكوون الإطار العام لثقافتنا للسيطرة ونهاية الأزمة.