سهوب بغدادي
فيما يحتار العديد من الطلاب والطالبات في عملية اختيار التخصص المناسب لطموحاتهم ونظرتهم المستقبلية المليئة بالترقب والشغف والخوف من المجهول أحيانًا، يندفع البعض في خياراتهم فيعيش مشاعر التخبط لفترة ما -إلى أن يقوم بتغيير التخصص- وقد يستمر هذا الشعور إلى ما لا نهاية. فيما يعد أمر اختيار التخصص الجامعي أحد أهم القرارات التي يتخذها الفرد في حياته، وذلك للأبعاد المتواترة كدائرة المعارف والمحيط والتخصص الممتد بعد ذلك وبيئة العمل وما إلى ذلك. من هنا، أنصح بالبحث والسؤال بتمعن في عملية وخطوات اختيار التخصص. في حين أرغب بأن ألقي الضوء اليوم على تخصص كان غائبًا عن بالي لفترة طويلة. هل خطر على بالك يومًا ما الذي يحدث داخل سيارة الإسعاف؟ من الذي يقودها؟ ومن يقوم بمباشرة الحالات المصابة؟ وما مواقع الإصابات المحتملة؟ وبالتأكيد هنالك قصص مليئة بالإثارة والتشويق مفعمة بالأدرينالين.
في هذا السياق، قمت بسؤال أحد أبطال المهنة ولم أتوقع بأن تكون تفاصيل عمله قد تمتد من كونه اختصاصي إسعاف على الأرض إلى الإسعاف الجوي! بطبيعة الحال، لا يوجد عمل يخلو من المتاعب والتحديات. حيث عد هذا البطل -رفض ذكر اسمه ليتجنب أضواء الشهرة- أن أصعب ما في وظيفته ساعات العمل الطويلة التي تمتد إلى 12 ساعة في اليوم، وموقع الإصابة الذي يختلف في كل مرة مع اختلاف الإصابة. فيجب أن يكون المسعف على أتم استعداد لمباشرة الحالات في المنازل أو الشارع أو المستشفى أو مسرح جريمة ما -لا قدر الله- إلا أنه بدا سعيدًا جدًا الخيارات المتاحة له من ناحية الفرص الوظيفية بعد التخرج ومن أهم الفرص الجهات المتاحة لكل من الاختصاصي والفني في مجال الطوارئ، من أبرزها وزارة الصحة، والمستشفيات الحكومية والخاصة والهلال الأحمر -يعد المكان المثالي للمسعف- على حد تعبيره. كما يعد الالتحاق بالمجال العسكري خيارًا متاحًا أمام حاملي البكالوريوس والدبلوم على حد سواء. على صعيد متصل، هناك جانب تقني إداري وهو (مركز التواصل الموحد) حيث يتمكن المسعف من العمل فيه وفق ضوابط معينة ومعايير لتقديم المعلومات المهمة للمسعف الميداني كأفضل مستشفى لحالة معينة أو أقرب موقع وهكذا. حقيقة لا أستطيع حصر جميع المعلومات المثيرة التي قدمت لي خلال يومين. ولكنني أنصح المهتمين بالتخصصات الصحية أن يعدوا كلية العلوم الصحية والخدمات الإسعافية خيارًا ممتازًا لحياة بعيدة كل البعد عن الروتين اليومي. فضلاً عن بدء تميز المرأة في مجال طب الطوارئ والإسعاف الميداني فلا نستبعد أن نجدها رائدة في هذا النطاق قريبًا وخصوصًا بعد قرار قيادة المرأة. ختامًا، أنوه على وجود تطبيق متطور يعنى بالخدمات الإسعافية يطلق عليه اسم (أسعفني) أو بالاتصال على 997. (دمتم بصحة وعافية).