يذكر حافظ وهبة السفير والأديب في كتابه «خمسون عاماً في جزيرة العرب»: أن من أعظم نعم الله على المسلمين دخول مكة والمدينة تحت الحكم السعودي..
وقد ذكر مواقف عظيمة للملك عبدالعزيز -رحمه الله- حين دخوله لمكة خاصة بعد التشويه الإعلامي الذي قام به الشريف حسين ضد الملك عبدالعزيز الذي تسبب في انقطاع زوار البيت الحرام، وما ترتب على ذلك من أزمة اقتصادية، أدى إلى توقف الأعمال التي تخدم المعتمرين، والطواف في البيت على وجه الخصوص.. وذكر كيف أن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وبحنكته السياسية، وحسن نيته استطاع إيجاد الحلول لهذه الأزمة، ومن ذلك أن جعل حافظ وهبة نفسه حاكماً مدنياً لمكة.. والذي كان له دور عظيم في ضم الحجاز بسداد رأيه، وبعد نظره، وثقة الملك عبدالعزيز به.
هذا جزء من تاريخ هذه المملكة المجيد، وهي وثيقة غاية في الأهمية تبين لنا ما قدمه ويقدمه ولاة أمرها للحرمين ومنذ نشأتها.
لا أدري لماذا تذكرت هذا الرصد الذي يذكره السفير والأديب والشيخ والمفكر وهبة وأنا أقرأ القرار السعودي الوقائي والجريء والتاريخي بتعليق دخول الراغبين في أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف بصفة مؤقتة، ضمن سلسلة إجراءات احترازية هدفها منع تفشي فيروس كورونا بين المعتمرين، وكبح جماح الفيروس ومنع تفشيه في المملكة حماية لمواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وهذا القرار يا سادة هو تاريخي في توقيته، وهو توفيق من الله لهذه الدولة الموفقة، يدل على حنكة، وسداد رأي لدى ولاة أمرنا.. هذا القرار يعني وبشكل واضح صلابة الدولة، وقوة القرار، ويقول لكل المتربصين بنا: إن المملكة العربية السعودية هي المسؤولة عن الحرمين دون غيرها، وأن حماية المعتمرين هي جزء أساسي من مسؤولية الدولة السعودية، ومن حكمة الله ورحمته أن جعل الحرمين الشريفين تحت إدارة هذه الدولة المباركة.
هذا القرار الكل رحب به، وأيده:
العلماء..
والسياسيون..
والخطباء..
والكتّاب..
والمفكرون على اختلاف توجهاتهم، وتنوع بلدانهم..
لم يعترض عليه أحد..
الكل رحب به..
أُيّد من أعلى مرجعية علمية في البلاد؛ وهي هيئة كبار العلماء..
لم ينكره إلا أبواق قطر، والإخوان المفلسون!!
وقد تعودنا منهم المزايدة على قرارات بلادنا، فهم لهم أهدافهم، ولديهم أجندتهم، ولم يفكروا يوماً بسلامة المسلمين..
ومهما بينت لهؤلاء الأوجه الشرعية التي استند عليها القرار، ومهما وضحت لهم اتفاقه مع مقاصد الشريعة في حفظ الضروريات الخمس؛ ومنها الدين، والنفس وهما أعلى المقاصد.
هم لن يلتفتوا إليها؛ لأنهم وبكل بساطة يسعون لهدمها، وهم من هدمها في بلدان المسلمين التي وقع فيها الدمار العربي!!
باختصار:
لولم يكن للدولة السعودية من حسنة إلا الحج والعمرة على التوحيد والسنة لكفاها شرفاً وعزة.. بعد أن كان الحاج ينصرف من عرفة على موسيقى المحمل المصري!!
ودمتم في حفظ الله،،،
** **
د. عبدالله المعيدي - عضو هيئة التدريس بجامعة حائل