المحامي/ يعقوب المطير
أعلنت وزارة الرياضة السعودية قرارًا مهمًا للوسط الرياضي بعودة النشاط الرياضي في المملكة العربية السعودية اعتبارًا من تاريخ 21 يونيو الجاري، على أن تستأنف الاتحادات الرياضية أنشطتها اعتبارًا من 4 أغسطس المقبل، مع استمرار تعليق الحضور الجماهيري، وكذلك اتباع الإجراءات الاحترازية والإرشادات والبروتوكول الخاص بالتدريبات الرياضية خلال 48 ساعة من تاريخ إصدار القرار، ويأتي هذا القرار بعد قرار تعليق النشاط الرياضي وإيقافه دام لمدة قرابة ثلاثة أشهر اعتبارًا من تاريخ 14 مارس الماضي من العام الحالي بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا الذي عطل العالم بأكمله من كافة الجوانب لمحاربة انتشار وتفشي هذا الوباء الخطير في عام 2020 الذي يعد عامًا تاريخيًا لا يمكن نسيانه للبشرية قاطبة بما شهده من تحولات في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والطبية والاجتماعية والرياضية بسبب هذه الجائحة.
وكذلك الإعلان الرائع من الاتحاد السعودي لكرة القدم باستكمال الدوري السعودي وعودته في 4 أغسطس المقبل لاستكمال بقية مباريات الموسم الرياضي (2019 - 2020) الذي تبقى عليه - 8 جولات فقط - وهذا بلا أدنى شك قرار يمثل الأغلبية من الوسط الرياضي الذي يطالب بعودة واستكمال الدوري لنزاهة المسابقة وعدالة المنافسة فهناك أندية من تسعى في المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين المسمى بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وأيضًا هناك من يسعى للحصول على مقعد آسيوي للمشاركة في دوري أبطال آسيا النسخة المقبلة، وأندية أخرى تريد البقاء ضمن دوري المحترفين، وأخرى تتنافس في دوري الدرجة الأولى من أجل الحصول على شرف التأهل إلى دوري المحترفين وهذا حق مشروع لهم، وبالتالي ليس هناك مبررات مقنعة من يطالب بإلغاء الدوري المحلي متحججًا بحجج واهية متناسيًا الدوريات الأوروبية الكبرى المتقدمة عالميًا التي قررت استئناف بطولة الدوري، مثل الدوري الألماني والإسباني والإيطالي والإنجليزي والبرتغالي وآخرين ولم يتحججوا بتلك الحجج، على الرغم من تلك الدوريات الأوروبية قد تأثروا اقتصاديًا في الجانب الرياضي أكثر منا بحكم القطاع الرياضي مخصخص لديهم حاله كحال تأثر التجارة بالطلب والعرض وقلة العوائد المالية بسبب جائحة فيروس كورونا.
ومن يتعذر ويتحجج بمشكلة الطيران وإجراءات العودة، فهذا عذر أقبح من ذنب للجاهلين الذين يهمهم مصالحهم الخاصة قبل المصلحة العامة، والدليل هو الموقف المشرف الذي قام به الاتحاد السعودي لكرة القدم عندما خاطب الأندية في دوري المحترفين ودوري الدرجة الأولى يطالبهم بحصر المعلومات للأجهزة الفنية والطبية واللاعبين الموجودين خارج السعودية حتى يساعد تلك الأندية بالتنسيق مع الجهات المختصة بتسريع عودتهم إلى السعودية مجددًا، وهذا أبلغ رد على من يطالب بإلغاء الدوري بحجة صعوبة عودة اللاعبين الأجانب والأجهزة الطبية لظروف الطيران وإجراءات العودة، والسؤال الذي يفرض نفسه؛ كيف حال المطالبين الآن بإلغاء الدوري السعودي؟ بعد موافقة وسماح الجهات المختصة وإعطاء الضوء الأخضر لوزارة الرياضة بعودة النشاط الرياضي، شكرًا لوطني السعودية على هذه الجهود العظيمة، وهاردلك لأصحاب المصالح الخاصة فقد خسروا هذه الجولة.