د.عبدالعزيز الجار الله
شعر العالم الأسبوع الماضي أنه تعافى من كورونا كوفيد 19، وأعلنت بعض الدول انتصارها على كورونا وأقامت الاحتفالات، بإغلاق مستشفيات وقدمت نفسها بصورة استعراضية تلفزيونية وعلى أنغام موسيقى الانتصارات تلويح بالأيدي ورمي غطاء الرأس الطبي والكمامات وقفازات اليدين في الهواء وجعلها تتساقط على الأرض، سلوك غير طبي، لأن الكمام والقفار وغطاء الرأس ملوثة يجب وضعها في مكانها الآمن، وهذا ليس درساً أو موضعة، لكن من يرِد أن يظهر في الإعلام عليه أن يتنبه إلى قواعد السلوكيات حتى لا تكون خطأ.
هذا الأسبوع انقلب الحدث ومن الصين نفسها، الصين التي انطلق منها كورونا أواخر العام الماضي، واحتفلت قبل شهر أنها انتصرت على كورونا، وأنها دولة صفرية بلا إصابات، نجدها هذا الأسبوع، تعود وتشدد الإجراءات، والحجر على أحياء سكنية في العاصمة بكين وتعيد التباعد والكمامات وتعلن تعليق الدراسة وإغلاق دور الحضانة ومدارس التمهيدي، والتأكيد على التباعد الاجتماعي والجسدي.
وتعلن منظمة الصحة العالمية أن بعض الدول انتهت من الموجه الأولي بعد أن وصلت إلى الذروة الأولى، وتستعد لاستقبال الموجة الثانية من كورونا، وبعض المصادر الطبيبة تشير إلى موجات متعددة الآن نستقبل ذروة الصيف وفي شهر سبتمبر موجة الخريف، وسوف تستمر الدورات لحين التوصل إما لعلاج أو لقاح، دون ذلك سيتنقل الفيروس بين القارات، ويعود إلى الدولة التي كانت المصدر والبؤرة كما يحدث مع الصين التي استقبلت الحالات الجديدة كما تقول من أوروبا، ضربت بعض أسواقها مما اضطرها إلى العودة من جديد إلى الإجراءات الاحترازية وإغلاق بعض الأسواق.
أما نحن في دول الخليج فهل نستمر بالكشف النشط، والاستباقي والتوسع في الكشف، أو اتباع أسلوب أو منهجية المناعة الجماعية مناعة القطيع التي نفذتها بعض الدول لتحصين المجتمع طبيعياً دون تباعد أو كمام، لكن نحن أمام حقائق وأرقام إصابات، وأرقام وفيات، وأرقام تنويم في غرف العناية المركزة والمشددة، والتنفس الصناعي، هذه حقائق وليس محصناً منها، كبارا أو صغارا، الإصابة لا تفرق بالعمر أو بيئة المكان أو حالة الطقس فكل فصول السنة مرّت علينا ونحن على أبواب الخريف آخرها.