فهد بن جليد
قريباً جداً أتوقّع عودة نشاط جماعة (ارفع الشاشة فوق) من مشاهير الإعلانات، عبر بوابة برامج التخسيس وإعلانات الأجهزة الرياضية لمُحاربة (سُمنة الحجر)، أو بإعلانات المطاعم والمقاهي، وبرامج السياحة والسفريات وخصومات التذاكر والفنادق، هؤلاء يمكنهم العودة بكل (بجاحة) بعد طول غياب دون حياء ولا مستحى على طريقة المثل الشعبي (وجيه مغسولة بمرق)، بإعلانات غير ضرورية من تلك الفئة التي تتعاطى بسذاجة مُتناهية مع المُتابعين، وكأنَّهم (دجاج بياض) محجور وسط (آكاونت)، يُدرون على (مشاهير الغفلة) أرباحاً وعقوداً إعلانية بأسهل الطُرق دون عناء، لذا لا يجب أن تنطوي على (المُتلقي) المزيد من الألاعيب الرخيصة والاستغلال (السامج) من هؤلاء النفر، الذين وجب التمحيص بينهم وإلغاء مُتابعة (الأغبياء، والمُستشرفين، والسُذَّج) ممَّن ظهروا على حقيقتهم بوضوح وجلاء، فهم في زمن (كورونا) بين ساقط ومُخالف تورَّط قي حبائل القفز على النظام والتذاكي على المُتابعين، وكأنَّ القوانين لا تنطبق عليه، وما بين مُفلس عرَّته (الجائحة) وكشفت مدى قصور فهمه وسخافة طرحه وما يُقدم من محتوى لا يتناسب ولا يتماشى مع الاحتياج الحقيقي للمُجتمع.
تقازم دور بعض من كان يُعتقد بأنَّهم (نجوم) تدفع لهم المبالغ الطائلة مُقابل إعلانات وتغطيات ذهبت هباءً منثورا، لتُثبت الجائحة أنَّ شهرتهم من (كراتين) تطير في الهواء ولا يمكن أن تصمد أمام أي رياح يتعرض لها المُجتمع، ما أثبت أنَّ هناك تهويل وتضخيم لدور بعض مشاهير منصات التواصل الاجتماعي في التأثير الإيجابي أو السلبي، لستُ هنا في مقام المُقارنة بينهم وبين الدور الثابت والرصين لوسائل الإعلام ورجالاته ومؤسساته الذين كانوا في الموعد، فالحديث هنا عن التحذير من الانجراف خلف إعلانات هؤلاء التي قد تكون غير صحيحة أو مُضلِّلة أو في أقل الأحول تكبد المُتلقي مزيداً من الخسائر والمصاريف المالية دون حاجة في هذا الوقت، ولنتذكر أنَّ نجم هؤلاء أفل وسط (جائحة كورونا) عندما كان المجتمع أحوج ما يكون إلى التواصل عن بعد بالبناء المفيد، والرسالة الرصينة، والتسلية الهادفة، وهو ما يجعلنا أمام مسؤولية وأمانة بمنح الشهرة والمُتابعة عبر وسائل منصات التواصل الاجتماعي لمن يستحقها بالفعل.
الثقة كبيرة جداً في زيادة وعي وحصانة المُتابعين والمُعلنين أيضاً في اختيار من يستحق بالفعل المُتابعة والإعلان، بعد حزمة الحقائق التي اكتشفها الجمهور بنفسه والنتائج التي توصل إليها في مُعادلة فشل (مشاهير الغفلة)، للتأكيد بعد (كورونا) هناك مُتغيِّرات كثيرة وحقائق واضحة يجب الانتباه لها، فالتأثير لا يجب أن يكون بيد من لا يستحقه أو يعود إليه مرَّة أخرى، فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين.
وعلى دروب الخير نلتقي.