إيمان الدبيَّان
بلا مقدمات طويلة، ولا بدايات ثقيلة، وجدت نفسي بعد ملل من كثرة الأخبار، ومشاهدتها، مما أعقبه هجران قصير لها، أستعرض بعضا منها على القنوات الإعلامية، وحساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعية، فكان التعجب يلازمني، والسؤال يصاحبني عن أخبار لدول ما زالت رغم كل الأحداث تَنفثُ سُمَّ الكراهية إلينا سِراً وعلناً، وتبحث عن الشَّر لنا كرها وحسدا، وتَدّعي الإسلام والعدل اسما، وتجهله عِلما وعَملا.
تؤجج الفتن، وتزيد على الشعوب المآسي والمحن، تلطخ يدها بالدماء وتنشر جيوشاً مرتزقة لقتل الأبرياء، وتعمل على تسييس الفكر بالتطرف وعدم الولاء.
تتحدث عن عثمانية زائلة مزورة للتاريخ والوقائع ومضللة بالكذب وحشيتها الأزلية وإجرامها الشائع، الذي يفضحه الإعلام الصادق والمؤرخ الواثق فألجمت مسلسلاتهم الإباحية التي تحكي حياتهم الواقعية، وبحمد الله لم نعد نسمع عنها في قنواتنا الفاضلة ولا نراها في شاشاتنا ماثلة.
قنواتنا الفضائية الإخبارية، أو العامة أثبتت تميزها، وعالميتها في احترافية عملها، وانتقاء مواضيعها، وتميز كوادرها، لم يعد أغلبنا يبحث عن الخبر في قنوات أجنبية فكل ما يريده، ويحتاجه يجده في محطاتنا التي أصبحت توازي، وتماثل غيرها جودة وتطورا، فصارت درعا في الدفاع حصينا، ومنارا للمعلومة مضيئا، واقعه الشفافية، ونبراسه المصداقية وللحديث عن إعلامنا المزدهر بقية.