الطفولة المبكرة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان بشهادة العلماء التربويين والمتخصصين في مجال الطفولة؛ لكونها مرحلة تكوينية ذات أثر حاسم في بناء شخصية الفرد وتشكِّل أبعاد نموه المختلفة وعادة أطفالنا في هذه المرحلة تختلف وتتنوّع احتياجاتهن وقدراتهن.. وللطريقة التي يربى بها الطفل في سنواته الأولى دور مهم لا يمكن إغفاله، فأسلوب التربية من الجوانب الرئيسية في استقرار واتزان سلوك الطفل وثبات القيم والاعتبارات من حوله ورغم أن للتكنولوجيا آثاراً إيجابية وأخرى سلبية ربط العلماء بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا مع رفع احتمال حدوث السلوكيات الخطيرة لدى الأطفال كما ربطوا بين الاستخدام المعتدل للتكنولوجيا وقدرتها على تنمية العديد من المهارات. وأشارت الدراسة التي نشرتها كيلي لورسون أستاذة علم الحركة والترويح في جامعة ولاية إلينوى إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا تسبب في زيادة نسبة الدهون لدى الأطفال بالإضافة إلى تناقض ساعات النوم لديهم والعكس صحيح، من الملاحظ في وقتنا الحالي أن الطفولة في حالة من التشبع الزائد بالتكنولوجيا ويطرح هذا التفاعل المتزايد بين الأطفال والتكنولوجيا أسئلة مهمة حول كيفية فهم طبيعة الطفولة في الوقت الحالي وما هي التغيّرات التي أحدثتها التكنولوجيا في عالم الطفل وفي حياته الاجتماعية والاقتصادية واليومية واللعب يمكن الأطفال من اختراع الأفكار ومن استخدام خيالهم في بيئة خالية من المخاطر، فلنبعد أطفالنا قليلاً أو ننظم أوقاتهم أثناء استخدام التكنولوجيا مع التركيز على نوعية التكنولوجيا التي تقدم للأطفال وطريقة تقديمها لهم فيما يجعلها ضارة أو نافعة لعملية تطور تفكيرهم.